بصراحة.. اتحدوا حتى تفلحوا/ سمير احمد القط‏

المعروف ان من يبدأ فى انجاز عمل عليه اكماله وإلا فلماذا هَم بالبدء فيه ...فاذا ماترك هذا العمل لأى اسباب لابد له من حدوث امرين لاثالث لهما ، الاول ان تضيع معالم هذا العمل ، وتطمس علاماته ليسقط فى بحار النسيان مع الايام  ، والثانى ان ينتهز من يترقب هذا التخاذل او النزوح او التكاسل ليختلسه لحسابه ، فيكمله بالشكل الذى يراه ، وبالفكر الذى يناسبه ، دون الرجوع او النظر او الاهتمام بمن كانت له البداية ...
هكذا كانت ثورة مصر يناير ، وهكذا بدأت بأيدى وفكر وعقول وشجاعة شباب مصر ، بتخطيط واعد ، وفكر شامل وهدف واحد ،لإسقاط نظام بائد مستبد ظالم  ، فكانت لهم الشرارة الاولى التى اطلقوها وتخوف منها الجميع بلا استثناء مابين منتظر لما ستسفر عنه ، ومابين متعجب لاسلوبها ،  ومابين منتظر لحظته التى سترفعه معها  الى عداد ابطالها
ان الفارق فى هذه الثورة هو نزوح الشعب اليها والتحامه بها ،وانتشارها ساعة بعد ساعة ويوما بعد آخر ..وهو ذاته الذى اسقط جدار الخوف فى قلوب الجميع بعد ان حاولت  اسقاطه على مر سنوات وسنوات مضت  ، حركات الرفض هنا وهناك ...كفايه و6 ابريل وغيرها من المنظمات الأخرى ..عانت من البطش ماعانت ولاقت من الهوال مالاقت ضرب واعتقال ،وسجن وتعذيب ، بسياسة واحدة رفعا النظام شعاراً له ..هى سياسة (فرق تسد )
 لم يكن هناك وقتها ثمة اى التحام بين الشعب وتلك الحركات ..الجميع يخشى على نفسه لكنه فى قرارة نفسه رافض لهذا الظلم  ومؤيد للاعتراض عليه  ..يشاهد ويتمنى ..يحتمل قسوة العيش والاحتباس النفسى من اجل حاجته وحاجة ابنائة ...انطلقت تلك الثورة التى كان لايتابعها غالبية الشعب المصرى بل وكان متوقعاً لها الفشل حتى ممن دعوا اليها فى بادئ الامر لقد كان ايمانهم راسخ رسوخ الجبال بنجاحها لما وضعوه من تصورات عبر شهور عدة لم يخيفهم اى شئ لانهم كانوا يتوقعوه وهكذا حال جميع الثوار ولم تكن مايسمى بموقعة الجمل سوى شرارة للتثبيت والتثبت والانتقال من مرحلة الى اخرى اكثر ضرواة وقوة مرحلة فيها تنازل الحق والباطل والحق والبطش فكانت انطلاقة اخرى دفت بالجميع الى اسقاط ماتبقى من خوف ..هكذا نجحت الثورة فى مجملها الا اهم شئ وهو القيادة ...فالفاعل الاصلى لها فى غمرة ماخططه لها نسى حقه او هكذا بدا ..لم يجمع هذا الشباب على فرد بعينه حتى وان اشار البعض اليه وربما كان التنافس فيما بينهم على الزعامه تبعاً لمهامهم التى اختلطت كان السبب الرئيسى فى انهم وحتى الان لم يتفقوا رغم الاجتماعات والمؤتمرات التى دعى البعض اليها فكل فصيل يرفض الاخر وكل من يتحدث باسمها يتجاهله البعض ..وهنا تدافع من كان ينتظر اللحظة ليعلو ويسمو ويرفع رأسه شامخاً معلناً وبقوته وتنظيمة انه البادئ والمشارك  بل والمنتصر ومتخذاً من وسائلة الدعائية الكثيرة والمتعددة ابواقاً للتأثير على غالبية الشعب ..فاستطاع بهذا ان ينجح فى طمس الحقيقة واستطاع بذكائه ان يزرع هذا فى عقول وصدور اتباعه ..الذين عملوا جنباً الى جنب فى نشر جميع اهدافهم المغلفة بالوطنية والاخلاص والخلاص !..وهنا ومع الوقت الذى يواجه الجميع بسرعته الفائقة لم يدرك الا القلة من هؤلاء الفرسان حقيقة هذا الامر الا الآن حيث بدأ البعض منهم فى المطالبة بتأسس حزب سياسى يضمهم وهو الامر الذى نادينا به وشاركنا فيه الجميع ولعل الامر الان وبتلك التداعيات التى تمر بها مصر يستدعى تكاتف جميع شباب الثورة خلف هذا الحزب الذى يمكن ان يواجه هذا الحشد الخاطف لثمارهم فى اطار من الممارسة السياسية التى يكفلها اى دستور منظم للحياة السياسية فى مصر وليدرك هؤلاء ان شعب مصر وشبابها وقتها فقط لن يكون امامهم اى بديل آخر للحفاظ على تلك الثورة بعهدها الجديد .  

CONVERSATION

0 comments: