دكتورة هالة سرحان في الباي باي/ أنطوني ولسن

الأسابيع الماضية لاحظنا أن برنامج ناس بوك للأعلامية المتميزة الدكتورة هالة سرحان الذي يبث عبر قناة مصرية التابعة للفضائية العربية روتانا ، يبث حلقات سابقة كانت قد قدمتها . مما أثار الشكوك للمتابعين للبرنامج ، وما كان يدور من حوارات جريئة " كعهدنا بالدكتورة هالة " والتي تسببت في إيقافها عن العمل وتوقيف بث برنامجها في الفترة الأخيرة من حكم مبارك . فبدأت الهواجس حول إيقافها هذه المرة أيضا .
دكتورة هالة سرحان لها شخصية متميزة في تقديم برنامجها والتعامل مع ضيوفها والطرح المطروح في الحلقة من مشاكل وهموم الوطن مصر خاصة بعد عودتها بعد قيام ما عرف بثورة الشعب في الخامس والعشرين من يناير عام 2011 . جريئة واثقة من نفسها ، تتحدى مع الحق  دون خوف أو تردد . حريصة على آللا يصدر منها قول إهانة لأحد مهما كان الهجوم عليه أو عليها من الضيوف أو الشعب .
أتذكر لها إصرار أحد الضيوف على أن تضع غطاء فوق رأسها في وجوده معها بالأستوديو . لكنها بكل إباء رفضت أن تكون جارية في سوق الجاريات تؤمر فتطيع ووجد المخرج الحل في فصل ما بينها وبين الضيف ومن معه بساتر مع وضع شاشة تنقل له صورتها وحوارها معه .
إستضافة الشباب ورجال الأعلام ورجال القانون قضاة ومستشارين ومحامين ورجالات الفقه القانوني . كانت الحوارات تدور بكل حرية ، والأراء كانت تقال بشفافية وجرءة الأعتقاد بأن مصر حقا وفعلا قامت بثورة لذا كان واجب الحوار أن يكون صريحا وجريئا دون خوف أو منافقة لأحد .
تم للأخوان الأستيلاء على كل شيء من رئاسة وبرلمان و..و.. والقصة معروفة . بدأت الدكتورة هالة سرحان محاولة التوازن في عرض برنامجها . لكن بدون خوف أو وجل . لذا إزداد تحديها للقوة الجديدة التي بدأت بتكشير أنيابها لإخافة كل من يحاول المساس بالسلطة الجديدة وكل من لا يقول أمين لهم .
وهذا أزعج هالة سرحان وكل إعلامي أو إعلامية حر وحرة . فكانت لا تبالي عند قولة الحق ، واستضافة كل معارض للنظام الجديد بما فيهم من كانوا أعضاء في الجماعة وذوي مراكز مرموقة ولها ثقلها ، لكنهم إبتعدوا لإبتعاد الجماعة عن الهدف من تكوين الجماعة في الأساس وهو الدعوة . إستضافة مع حفظ الألقاب ثروت الخرباوي " الذي برأي أصلح رجل لرئاسة الجمهورية من الأخوان " ، ومختار نوح ومحمد حبيب وغيرهم من الشخصيات الحرة الجريئة .
بدأت محاولة التميز للضيوف بالبرنامج تكون واضحة . والتميز هنا ليس من جانب مقدمة البرنامج . لكنه من الضيوف من الأخوان أو السلفيين أو من التيارات الأسلامية الأخرى .
كان كل ضيف يحاول بشتى الطرق أن يثبت أنه على حق حتى لو نطق بالباطل . ظاهرة أخرى مشتركة كنت ألحظها آلا وهي الصوت العالي عند وجود معارضة من ضيوف أخرين متواجدين في البرنامج تصدر من الضيف الأخواني محاولا التشويش على المتحدث أو على مقدمة البرنامج . ويبدو أن هذا جزء لا يتجزأ من أسلوبهم عند مناقشة الموضوعات الهامة ويكونون في وضع الدفاع بالهجوم المضاد والتشويش على الموضوع الذي يختلفون عليه .
كانت في الأونة الأخيرة عندما يحمى وطيس الكلام ، تبتسم وتقول " ماتودناش في داهيه كفاية الشكاوي المقدمة ضدنا " ليس هذا نص ما كانت تقوله ، لكنه قريب من الواقع .
بدأت صورة البرنامج تهتز أمامنا . يعاد البرنامج أكثر من مرة ولا أثر للأعلامية المتميزة الدكتورة هالة سرحان .
تعللنا السبب بقرب قدوم عيد الأضحى المبارك ، ولربما تكون هي في هذه الفترة بإجازة لأعداد برامج جديدة على شكل لقاءات تعرضها بعد إنتهاء أجازة العيد .
لكن بدأت الشكوك تنتابنا . لأنه وبكل صراحة لو حدث شيء للدكتورة هالة سرحان سيعقبه أشياء للشخصيات الأعلامية والأدبية على سبيل المثال " عمرو أديب ، محمد مصطفى شردي ، الدكتور خالد أبو بكر , الأستاذة لميس الحديدي ، والأديبة الكاتبة لميس جابر .. وأخرون " . فإذا حدث لها شيء ، لا شك سيحدث للآخرين ويتم تكميم أفواه الأحرار من المصريين والمصريات . وهذا لا شك فيه .
وكانت المفاجئة في ذلك " اليوتيوب " الذي بدأ يظهر على مواقع " الفيس بوك " و المواقع الألكترونية وبدون شك الصحف والمجلات الذي ظهر فيه الأعلامي تامر أمين في " نيو لوك " وقد بدأ حديثه بقراءة الفاتحة ثم إعلانه عن برنامجه الجديد الذي سيبثه عبر شاشة تلفزيون قناة " مصرية " إحدى قنوات الفضائية روتانا   العربية  . وسيكون البث لمدة ساعة واحدة وعلى مدار الأسبوع دون توقف وسيشترك معه 4 شخصيات دائمة " سلفي ، إخواني ، قبطي ، وعلماني " ( ولا أعرف ما الذي يلم الشامي مع المغربي ) . ويبدأ بث البرنامج في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء . وهو تقريبا على ما أتذكر نفس أو قريب من موعد بث برنامج الدكتورة هالة سرحان والذي يمكننا مشاهدته عندنا في سيدني في تمام الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم التالي حسب التوقيت الصيفي بأستراليا .
لا أحد يعرف ماذا حدث للدكتورة هالة سرحان أو سيحدث . لأننا نعيش في زمن " الباي باي " .

CONVERSATION

0 comments: