أسوأ ما في السياسة/ محمد محمد علي جنيدي

إذا كان معظم العاملين بالسياسة يجملون الباطل ويقبحون الحق، ويستبيحون المال والدم والعرض من أجل غاياتهم، فماذا يكون مصير من يزاحمهم لغرس شجرة الشرف والعزة وإنكار الذات في بقاعها غير التنكيل بهم وتصفيتهم لكي لا يقام لهم من بعدها في الوجود قائمة.
السياسة في عالمنا الآن والأخلاق كالذي خلق من نور ونار، لا يجتمعان في بيت واحد أبدا.
والسؤال المطروح هو هل يمكن أن يكون للدين حظا من السياسة أم أنه كما يشاع لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة، والإجابة وفق أعراف عالمنا السياسي الآن وما تقدم من بيان، فإنه لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة.
والحقيقة التي يجهلها البعض أن الدين ممتلئ بالعمل السياسي من الألف إلى الياء، ولكنه عملٌ لا يخرج عن الغاية التي من أجلها أنزل الله شرائعه على الإنسان. 
فالسياسة في الدين تقدم الحق على المصالح، والكفاءة على التمييز والعدالة على الجور والبغي والطغيان، والسياسة في الدين تقدس حرمة المال والدم والعرض وانتهاك حرية الاعتقاد والاختلاف في الرأي وهي لا يمكن أن تجيز وسيلة تختلف مع روحه وقيمه ومبادئه.
العمل السياسي في الدين في النهاية يتحلى العاملون به بإنكار الذات إرضاء لذات الله، ولذلك فهو يختلف في الجوهر والمضمون والوسيلة والإسلوب عن السياسة التي يعرفها عالمنا الآن - ولذلك - فالصدام طبيعي والحرب ستطول والتمكين لاريب سيكون لمن أرادها لله خالصة شريطة أن يحسن فهم روح الدعوة إلى الله ولا يتعجل قطف ثمارها اللهم إلا إذا طابت وأينعت.

m_mohamed_genedy@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: