خواطر واحلام (الوطن الحلم)/ سركيس كرم

لبنان..ذلك الوطن البعيد الساكن في حضورنا..في أشواقنا..في فرحنا ودموعنا.. لبنان..ذلك السحر المتمسك بكل جوارح انسانيتنا.. المسؤول عن رحيلنا..عن حيرتنا.. وفي الوقت عينه عن عودتنا الموعودة في كل لحظة وفي أي حالة.. 
نزعل منه..من فوضويته.. من عشوائيته..ثم تأخذنا عفويته الى "وطن" لا يشبه الأوطان..فننسى سريعاً لماذا زعلنا..ونبدأ من جديد..
نزوره لأيام.. فتترسخ فينا شقفة صخر من عمر الدهر..حبة تراب..نفحة من عبق البخور.. نتعلق فيه أكثر.. وليس بيدنا حيلة..
لبنان..غادرناه..ربما يأساً..ربما عوزاً.. ربما طموحاً..وتمر السنوات.. كبرنا..وما من ثروة في العالم تفوقت على بساطته..حنينه..طيبة ناسه...
غادرناه ..من قال..كيف لنا ان نغادر قلوبنا.. انه لبنان.. وكفى..
*****
من البديهي ان تتشابه الأفكار في ما يعرف بتوارد الأفكار.. لكن شتان بين التوارد و"الإستنساخ".. من حيث انه في "الإستنساخ" السلبي الجاف لا يستعين المرء بأفكاره ولا بأسلوبه الفكري واللغوي، اما في "الإستنساخ" الإيجابي الخلاق بما في ذلك عند "أستنساخ" الحدث التاريخي الذي لا بد من "إستنساخه" الى حد ما من مراجع سابقة كونه واقعة حدثت في الماضي لها وقتها وتفاصيلها وأبطالها، فيعمل الكاتب على جعل قلمه "يستنسخ" أفكاره وهنا تكمن جمالية الإبداع في رسم الصور المتنوعة الجذابة والمتألقة شعرًا وأدباً..
*****
لا تصدر الأحكام على الغير في حالة من الغضب او الغيرة او التعصب.. لأنها قد تنقلب عليك بقساوة عندما تعود وتبلغ حالة من الهدوء والوعي والتأمل وإدراك الحقائق...
*****
الحلم..فكرة ..سكرة..يقظة..
الحلم.. رحلة..صرخة ..رؤية..
أنه الأنا السارحة في عالم الخيال الذي تقبض عليه فجأة مادية اليقظة..
أنه الحرية الاسطورية التي تمزق الإطار الجامد لتعود وتقع أسيرة الفكرة ..رهينة المنطق..
ويبقى الحلم..تلك الأمنية المنبثقة من الأمل.. من الخوف.. من الطمأنينة..من تناقض الأفكار..
فلنحلم الى ان تحين لحظة الإنتقال الى حيث الحلم هو الواقع.. هو الأزل..
*****
اللي ما عندو شي يخسرو.. عندو شي يعطيه يا ترى..
*****
ما حدا في ياخد منك شي أنتي ما بدك تتنازل عنو..
*****
انت الوحيد القادر على حماية إرادتك..
*****
الإرادة.. حصننا المنيع.. وعلى أبوابها تسقط رغبات الشهوة..
*****
ما من أحد إلا ويحب نفسه ولو بدرجات متفاوتة، لكن من يعشق نفسه حتى حدود التأليه وينغرم بذاته حتى العبادة يفقد صلته بعالم الواقع الذي يحيا فيه "البسطاء"..
*****
كيف لنا ان نحمي أنفسنا خارج نعمة الرب وبركته..
*****
الموهبة يمنحها الرب.. فإما ان ينميّها المرء وينمو معها او انها تذهب سدى مع مرور الأيام..

CONVERSATION

0 comments: