لست أسيرة واقتناص الحرية المفقودة في ديوان فاطمة الزهراء فلا/ محمد ثابت‏

لستُ أسيرة ً بل أنتم الأسرىهذا الديوانُ حالةٌ من حالاتِ الرفض التى أشَهرتَهَا الشاعرة (فاطمةُ الزهراء فلا)فى أعين ِ الجبناء ْ لأنهُم حاقدون شامتون مواقفهُم رماديةْ نراهم تارة ً فى اليمين وتارة ً أخرى فى اليسار يزحفون بجراحِهم هرباً من أنياب التتار الذين سكنوا فى ضلوعِهم المحنطةْ فى أسواق النخاسةِ التى تأكلُ الأطفال بلا رحمة وتقتلعُ الخضرةَ من الأرض فيعلنُ الربيعُ حدادَهُ وترحلُ العصافيرُ . وفى هذهِ الدوامةِ النفسيةِ التى تعيشُها الشاعرة (فاطمةُ الزهراء فلا) نرى صوتَ المقاتل ِ الذى ينتفضُ من ضلوعِها فيقسمُ أن هذا الوطن رغَم ضبابِ الألم ِ ومطر ِالتهميشْ . أنَهُ مازال يحبُّها ويقسمُ أنَها ستظلُّ قبلتَهْ . وسيظلُّ قيسُ المتيمُ والمريضُ بحبِها معَلقاً على أستار ِ الكعبةِ وتتأرجحُ الشاعرة ْ. (فاطمةُ الزهراء فلا) فى أبياتِها بين الخاص والعامفالشيخوخةُ التى تشعرُ بها حروفُ كلماتِها ما هى إلا نتاج التجاعيدِ التى جعلت من الجمالِ ورقة ً زابلة ً تصارعُ فسادَ البرد ِ فى يناير وتسافرُ باحثة ً عن حفيدِهِا (ورد الجناين) بين فصولِ الزمن ِ وشيخوخة ِ الشهور ِ التى جعلت ملامحهَا فى حالةِدهشةٍ تخرجُ من وجع . وطلقْ. ورحم ِ الميلادرغَمَ توقفِ القلبِ عن النبض ِ ورغَمَ احتراق ِ نوافذ ِ الخريف .ونرى الشاعرةْ (فاطمةُ الزهراء فلا) تمدُ جسورَ التواصل ِ الأدبى وترسمُ جسراً إبداعياً بين الماضى والحاضرْنراها تارة ً تعيشُ فى محراب ِ المعلقاتِ الجاهليةِ . وتارة ً أخرى . نرى الشاعرة . (فاطمةُ الزهراء فلا) مهمومة ً بالهم ِ العربى والواقع ِ العربى فيخرجُ قيسُ ليحاربَ فيعودَ فى كفنْ. مثلما فعل الشاعر العربى الكبير محمود درويش(يحكونَ فى بلادنايحكونَ فى شجنْعن صاحبىالذى مضىوعادَ فى كفنْ)هذا الصاحبُ الذى الذى لم يبعْ أرضَهُ بشرائح ِ التفاح ِ فى ليالى الكريسماس ولم تغرهِ الهدايا ولا العناوينُ الملونة ْ.ولم يصدأ خاتمُ الحُلم ِ فى قلبهِ . ولم ترحلْ العصافيرُ من عينيهِ.(عيناهُ نجمتانِ)فخطاهُ أرجوحة ٌ تتثأب فى حلق ِ الكلماتِ . وتتلعثمُ فى كفنِ الغربةِ فلا يجدُ وطناً فيفتشُ فى أنوثةِ شهر ذاد عن فراشاتِ الطفولةِ وبقايا الكحل ِ والحناء التى جعلت من مراكب الأحلام ِ ضفائرَ عجوز ٍ فى البحر ِ حائرة ً تستنجد ُ بأقنعةِ المساء ِ الذى يراوغ ُ القمرَ ويتلصصُ فى الخفاءِ باحثاً عن وطن صاحبهِ كما قال الشاعر الكبير محمود درويش(لا تسألوا متى يعودْبل اسألوامتى يستيقظُ الرجالْ)

CONVERSATION

0 comments: