أيها الحاكم: لَكَ فَلسطينُكَ ولَنا فِلسطينَنَـا/ مجدولين رضا حسونة


أيهُا الحاكِم: إن لَم تتسِع عيناكَ لإحتواءِ فلسطين مِن البحر للنهر، إن تقزمَت الخارطة بنظركَ لحدود 67 وعاصمتها القُدس الشَرقِية "فقط"، فَهذهِ فلسطينُكَ لا فلسطيننا.
لا تَتَحدث عَنا، لا تتنازَل بإسمِنا، لا تُصافِح بأيدينا، لا تُصالح على دِماءِ شُهدائِنا.
كُن فلسطينياً ولو لِمرة، وكفاكَ خذلاناً لقضيتِنا وصَفعاً لَكرامَتِنا.
كُيفَ لا تَقول ما قُلته وتتنازَل عَن ما تنازلتَ عنه من مقاومة وثوابت وحق عَودة وأنتَ تَعتَقد أننا شعب خلَقهُ الله لَكَ بالسذاجة التي تظن! وتتخيل أننا سنجحد بِنعمِ الله علينا ونُسَخِر نِعمة البَصر لنغُضَ النَظر عَن أفعالِك، ونِعمَةَ اللمس لِنمسحَ لَك الجوخ، ونِعمَة النُطق لنمجد بطولاتِ السلطة في إعادة الجنود التائِهينَ لأحضانِ عدونا "لا عدوكم" بدَلا مِن تمسككم بهم كورقة رابحة لتحرير الأسرى، أما حاسة الذَوق فقد فَرّت مِنكم مع أولِ تنازل، وخُلقِت في حَضرتِكم حاسة سادسة "للبجاحة".
قديمَاً، كانَ والدي يقول لي:" مَن إستَلَمَ البِلادَ بِغيرِ حربٍ هانَ عَليهِ تَسليم البِلاد" في إشارَة مِنه إلى أؤلئَكَ الداخلينَ الجُدد الذينَ يرضعونَ رِضا إسرائيل ببلاهة مُقابِلَ مَناصِب تُمكنُهم من حِماية أمنها ومنع أي حق للشَعب الفلسطيني في مقاومتِها.
يُقال أن مَن يُقدِم على هذا الفِعل يُسمى "بِلا شَرف"، وعندما أكتُب أن لّدينا رِجال بِلا شَرف يعتَبرونَ كلماتي خَطيئَة ويسعونَ لقطِعِ لساني الذي أدمَن قولَ عيوبِهم، وقلمي المِسكين الذي لا زالَ متحملا كتابة قذارة أفعالِهم.
"بِلا شَرَف" هِي تَحصيل حاصل لمعادلة حاولوا الإحتفاظ بنتيجتها لكنَ أعمالهم فضحت نسبة الكرامة الناقصة مِن نخوتهم، والخيانة الزائدة مضروبة بالفساد والتفريط بالثوابت مقسومة عليهم فقط، مطروح مِنها المظلومين والفقراء والقضية بمقاوِميها.
لا تحاسبونا، بل حاسبوا أنفسكم التي رحبت بتمثيل سيناريو صهيوني لمخرج أمريكي، وكنتم أنتم ممثلين بارعين أتقنتم الدور علينا بسادية منقطعة النظير، ثم عاقبتم المشاهدين من الشعب لتجرئهم التلصص على تنازلاتكم وأشياء أخرى تُشبه الخيانة، "والخيانة وجهة نظر" على رأي ناجي العلي.
سأقفز عن تطبيع رئيس سلطة أوسلو محمود عباس بخروجه الدائم على قنوات العدو وترحيبه بصحافيين صهاينة يجرون معه مقابلات ويحصلون على تصريحات مُخجلة ولا تمثل الشعب الفلسطيني، وسأنقل القارئ  إلى تصريحات له في مقابلة نشرتها صحيفة يدعوت أحرنوت الصهيونية وأجرتها مَعه الصحفية سمدار بيري بتاريخ 19 تشرين أول 2012.
محمود عباس قال للصحافية أن تسأل إيهود بارك عن سبب تعطيل عملية السلام مُبعدا اللوم عن نفسه :"إسأليه وستسمعين كل ما هو إيجابي عن التنسيق الأمني، وكم من العمليات العسكرية أفشلتها أجهزة السلطة الأمنية قبل أن تنفذها خلايا حماس".
 وأضاف قائلا:" الربيع العربي لم يصل إلينا، ولكن نحن محاطون ومحاصرون بأنظمة إسلامية وكثير من الغضب، وحين أقول نحن فهذا يعني (نحن وأنتم)، أجهزتنا الأمنية على إتصال وتنسيق أمني معكم على مدار الساعة بل ثمانية أيام في الأسبوع – قالها وضحك- نعطيكم أكثر مما تطلبون".
علق ياسر عبد ربه:" في النهاية سينفجر ذلك في وجوهنا (نحن وأنتم)".
واليوم أيها الرئيس، في ذِكرى وَعدِ بلفور، ها أنتَ تُقدِم لليَهود فَرحة الوطن القومي من جديد وهذه المرة على لسان -يُقال أنه فلسطيني -، تماما كما قدمت بنفس اليوم خيبات الآمل بالعودة لملايين اللآجئين في الشتات، قائلا بالبنط العريض على القناة الثانية العبرية " فلسطين الآن في نظري هي حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، هذا هو الوضع الآن وإلى الأبد، هذه هي فلسطين في نظري،أعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والأجزاء الأخرى هي إسرائيل، وما دمت في السلطة فلن تكون هناك أبدا انتفاضة مسلحة ثالثة ضد إسرائيل".
أيها الرئيس، وصفتَ المقاومة بالإرهاب، وقلتَ أن "إسرائيل وجدت لتبقى"، ولم تستخدم من اللغة سوى حروف التوكيد على وجود إسرائيل وحقها بهذه الأرض، تنازلتَ عن عودتِك إلى قريتك "وأنت حر بلا شك" لكن لا تتنازل بإسمنا وإتركنا محاطين بخيبتنا بِكَ وبسلتطك، إتركنا نعبث بأملنا الذي لا ينقطع بالمقاومة التي نعتب على توقفها ولن نقبل حجة "التوقيت المناسب ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح".

CONVERSATION

0 comments: