وفاز اوباما/ ابراهيم الشيخ

ان فوز اوباما لفترة رئاسة ثانية لا يعتبر مفاجأة في الانتخابات الامريكية التي تظهر مؤخرا احتفاظ الرؤساء بمقعد الرئاسة لفترتين.
امريكا اختارت الرئيس المُجرب بالرغم من اتهام خصومه بأنه لم يفي بوعوده الانتخابية منذ اربع سنوات على الصعيد الداخلي والخارجي، ولكن المعروف ان اي معارضة أو الاحزاب المنافسة دائما تجد الثغرات حتى لو لم تكن موجودة، ولكن امريكا انتخبت الرئيس المُجرب والذي يبدو اكثر عقلانية من المرشح ميت رومني الذي كان يحلم بانبعاث الامبراطورية الامريكية من جديد، وكأن المشاكل الاقتصادية كالديون والبطالة التي تعاني منها امريكا لم يعنوا له شيئا، ولكن احلام رومني وحزبه قد تراجعت امام الحزب الديمقراطي برئاسة اوباما الذي يحاول منذ اربع سنوات تقطيب ما اصاب امريكا من سياسة جورج بوش الابن الصدامية والذي خاض حربين ادتا الى استنزاف امريكا.
يبدو ان الامريكيين لم ينسوا هذه التجارب الأليمة ولذلك فضلوا الحزب الديمقراطي واوباما، لكي لا تذهب امريكا باتجاه الحروب مرة اخرى، وجل ما يهم المواطن الامريكي تحسين اوضاعه الاقتصادية وايجاد فرص العمل والعيش برفاهية.
ما يهمنا كعرب هو كيف ستكون السياسة الخارجية الامريكية تجاه منطقتنا،  اظن بأنه لن يكون هناك اي جديد لاننا قد خبرنا ادارة اوباما،  ولا شيْ جديد سيقدمه وانما ستكون سياسته امتدادا للسياسة التي انتهجها خلال اربع سنوات، ولا يجب انتظار اي اختراق على  صعيد القضية الفلسطينية لان القرار ليس في البيض الابيض وانما القرار هو في اسرائيل، وهكذا كان الوضع منذا بداية هذا الصراع  ولا يبقى على الولايات المتحدة الا الاذعان لاسرائيل ، واوباما كما الرؤساء السابقين كان من اكثر المدافعين عن اسرائيل وعن امنها.
كعرب يجب ان لا ننظر الى ما ستقدمه الولايات المتحدة الينا، لان الولايات المتحدة ليست منظمة خيرية تقدم الهبات المالية بدون مقابل ودعم القضايا العربية ليس من سمات الولايات المتحدة الا اذا كان لها مصلحة في ذلك ويبدو ان مصلحة الولايات المتحدة مع اسرائيل اهم  من مصلحتها مع العرب.
يجب ان لا نأمل الكثير من اوباما وهو الذي نكث بوعوده بحل القضية الفلسطينية وعمل الكثير من اجل اسرائيل وسيعمل الكثير، وهو يستغل الربيع العربي من اجل مصالح امريكا وليس مهما من يحكم في الوطن العربي وانما يريد انظمة مذعنة لسياسة امريكا كما يحصل في دول الربيع العربي والتي وصل اليها الاسلام السياسي.
يجب على العرب تغيير انفسهم وتغيير سياساتهم العقيمة التي لم تقدم للمواطن العربي اي امل بالتغيير الايجابي، يجب على العرب تعلم لعبة السياسة والتاثير على السياسة العالمية، لا ان يبقوا لعبة بيد الامم الاخرى.
فخطاب اوباما بعد فوزه قال ان امريكا هي اعظم امة في العالم، وهنا لا يوجد فرق بينه وبين رومني والرؤساء السابقين الذين تصرفوا على هذا الاساس، وكعرب يجب علينا التعلم من هذه الامم وجعل الامة العربية ذات التاريخ الطويل والغني بأنها اعظم امة، ويجب ايضا تعلم الديمقراطية الحقيقية وبناء مجتمعات حرة ومنتجة على جميع الصعد، لا ان نبقى متفرجين ومتلقين للمنتجات والسياسات التي تفرض علينا من الخارج.
كاتب وصحفي فلسطيني

CONVERSATION

0 comments: