حقيقة تاريخية/ عبد القادر رالة


دق خفيف على الباب....نهض السيد بيل وفتح الباب.. صديقه وزميله في الجامعة البروفيسور روبير...
ـ مساء الخير سير بيل!
ـ مساءالخير! تفضل اجلس!
وقف روبير ينظر الى الكتب المكدسة فوق المكتب أمام زميله، ثم تناول كتابا وشرع يقلب صفحاته كيف ما اتفق......
ـتفضل اجلس! سير روبير....كما ترى أنا دائما مشغول بالقراءة، القراءة مهمة...على أن أقرأ كل هذه الكتب! القراءة ضرورية لتجديد روح أي أستاذ أوباحث...
قال روبير:ـ جزء كبير من تاريخنا الوطني وتاريخ العالم يحتاج إلى مراجعة أو تصحيح !
ـ وهذا واجبنا!! وواجب الجامعة أساسا....
ابتسم روبير قائلا:ـ خطأ كبير...بل أكبر خطأ ترتكبه المعرفة...خطأ ارتكبناه...لأجيال بعد أجيال...لما اعتبرنا بطولة صلاح الدين العربي مجرد أساطير يتردد صداها عبر تاريخ العرب!
ـ هذه هي الحقيقة! هو لا يختلف عن كل القادة والفاتحين العرب...لم يكن بطلا...وإنما قصص أسطورية من وضع العرب لتحضير الوحدة والدفاع عن أراضيهم....
ـ أنا أجزم بأنه بطل حقيقي! وكل أعماله حقيقية وليست وليدة الاسطورة أو خيالا لحالمين!
ـتجزم؟ هل في يدك وثائق جديدة...تفند ما هو متعارف.. أو تؤكد ما تحب أن تصف به صلاح الدين من نبل وشهامة وكرم!
ـليست وثائق!
ـنحن المؤرخين لا نعتمد إلا على الوثائق...الكلام العاطفي لا نعيره أي اهتمام.......
ـحادثة! حادثة لا تزال مستمرة! لم يمض عليها أكثر من عام!
ـماذا تقصد ؟
 ـالأمير عبدالقادر الجزائري!
ـ الذي حارب فرنسا وانتصر عليها... وانتصرتعليه!....
ـ لا أقصد البطولة العسكرية! وإنما ما فعله صلاح الدين مع المسيحيين! هو بالتمام ما فعله الامير عبدالقادر....بعد كل هذه القرون التي تفصل بينهما ...لقد حمى في بيته الخاص في الشام ألاف المسيحيين المذعورين بسبب الفتنة بينهم وبين مواطنيهم المسلمين! وهو المسلم ، وهوالذي كان الاستشهاد في سبيل الوطن والاسلام منتهى امنيته! ولم يستطع أحد أن يمسهم بسوء احتراما له رغم أنه ضيف!
ـوما العلاقة بين الرجلين؟
ـ البطلان ، بطل الامس وبطل اليوم ينهلان من نفس القبس ، من أخلاق نبيهم محمد! الامير منفى وفعل ذلك وأنصتوا اليه وكانت له الكلمة بين المسلمين ! فما بالك بصلاح الدين الأمير الحقيقي؟! انها اخلاق محمد لما فتح مكة! واخلاق عمر لما فتح اورشليم!!
هز بيل رأسه موافقا وهو يبتسم.......

CONVERSATION

2 comments:

عربي يقول...

لم تكن هناك ولن تكون أبدا اي مشاكل أو صراعات أو أحقاد بسن الاسلام والمسلمين وبين المسيحيين سواء من اخواننا في الارض والعرق والتاريخ من العرب أو المسيحيين الاوروبيين والأمريكان والاسيويين او الافارقة وانما الصراع والحقد والكفاح دائما ما يكون ضد المشاريع الاستعمارية والهيمة العنصرية وهذا ما وعاه صلاح الدين والامير عبدالقادر وهذا ما تحاول الدعاية العالمية العنصرية ان تخفيه وتبرز اي سوء تفاهم طفييف بين ابناء الوطن الواحد من مسلمين و مسيحيين غلى انه احقاد وتضخمه لخدمة اهداف استعمارية معروفة لكنها تضيع وسط ضجيج الاعلام

كريم يقول...

قصة جميلة جدا ورائعة من حيث المضمون وان وقعت فيي بعض الهنات اللغوية لكنها مبدعة اذ ربطت بين عبقريين كبيرين تفخر بهما امتنا العربية عبدالقادر وصلاح الدين.......