العقل الوطني العراقي قبل الطوفان/ أسعد البصري

ابو محمد الطحاوي
البارحة الشيخ السلفي الأردني أبو محمد الطحاوي يمتدح الزرقاوي على ال بي بي سي و يصفه بالمجاهد الكبير
ويقول إنه لا يعترف بالحدود التي صنعها الإستعمار و يريد دولة خلافة
ستنهض جيوش سنية شرسة تواجه الجيوش الشيعية الأكثر ضراوة و بأمر من الإستعمار ستكون حربا يمزق الإسلام بها نفسه
ملايين ستحترق جثثهم لا يمكن لإسرائيل أن تحترق بصواريخ إيران أو بقنابل تركيا
أنت تعلم بأنه يجب الإعداد لمذبحة سنية شيعية تجعل تلال الجماجم في المساجد والحسينيات أمرا عاديا كما فعل هولاكو
ولماذا ننزعج ربما هذا الخراب القادم ضروري ، مَنْ يدري ؟؟؟
في الحروب والمذابح الصليبية الرهيبة التي حدثت في أوربا القرون الوسطى تم ذبح عشرة ملايين إنسان في يومين
العنف الطائفي أكثر فتكا من قنبلة ذرية . وهو قادم لا محالة . يحتاج المسلمون تجربة كهذه ربما .
الزرقاوي
حين ظهر نظام الخميني الطموح عام 1979م في إيران
و قد كان قربه نظام البعث العراقي و صدام حسين الأكثر طموحا
قال خبير استراتيجي إسرائيلي حينها هذان نظامان فتيان قويان
وكلاهما يحمل أفكارا عقائدية معادية لدولة اسرائيل لهذا يجب أن نفعل شيئا
وهذا الشيء هو طبعا حرب طاحنة بين العراق و إيران
اليوم هناك طائفتان إسلاميتان صاعدتان بقوة هما الشيعة والسنة
كلاهما يحمل أفكارا معادية لإسرائيل
أعتقد بأن على إسرائيل أن تفعل شيئا
على المثقف أن يكف عن المقاومة لا جدوى ولا أمل في الممانعة
الطوفان الديني انتشر و هو لا يعترف بالدولة الحديثة
هذه دول وهمية لا تاريخ ولا جذور قديمة لها مجرد مخلفات عثمانية
الإسلاميون لا يعترفون بحدود تفصل الأردن عن سوريا و عن العراق و تركيا
ولا يعترفون بحدود تفصل العراق والسعودية والبحرين و إيران
في نظرهم كلها بلاد الإسلام و الجهاد فيها مفتوح لأي مجاهد
لو التقى هذا الخراب مع رغبة مخابراتية أمريكية بالحروب الأهلية تحدث كارثة
المثقف العربي مازال يتحدث ضمن حدود سايكسء بيكو و يقدس حدودها
لا الغرب يحترم هذه الحدود لسعيه الدائم للتقسيم
ولا الإسلاميون يحترمون هذه الحدود لسعيهم الدائم للتوحد
ولا القوميون يحترمون هذه الحدود
المثقف يظن حقاً بوجود دولة تونس والعراق و سوريا و أن الحدود مقدسة بينها
وكأنها حدود بين أمم عريقة
إن الفرار إلى الدين هو فرار منافق من قبول المسؤولية عن الدولة الحديثة
بعد احتلال العراق عام 2003م هرب الشيعي والكردي إلى الطائفة والقومية
وتركوا مسؤولية الحروب و غزو الكويت و العداء لأمريكا
والقمع برأس السني العربي العراقي الذي حولته المفاجأة إلى شبه معتوه
الآن هناك فرصة أخرى للسنة العراقيين لفعل الشيء ذاته
التهرب من المسؤولية عن الفساد والتبعية لإيران و وضعها كلها برأس الشيعي
والهرب إلى تحالف إقليمي سني قادم
بالنسبة لإسرائيل هذه الطبخات دائماً على نار هادئة والشعوب غبية دوما
أشياء في الخفاء يتم طبخها لنا ، الجدران تنهار من حولنا العالم كله وهمي
لا بد أن يكون هناك عراقيون آخرون غير هؤلاء
غير السني الدموي الغاضب الذي يثير الحروب والدمار في المنطقة
وغير الشيعي العميل لإيران وسارق المال العام والثروات
يجب أن يكون هناك في مكان ما نماذج وطنية حضارية عراقية
على كل حال الوقت قد تأخر كثيرا على أي حل عراقي
الوضع العراقي كالنار التي اشتعلت بثياب الدول الإسلامية جميعها
لقد كان العنف الطائفي العراقي الرهيب
بمثابة قاطرة لتاريخ دموي جديد و كبير نشهد بداياته فقط اليوم
الصراع على بغداد لم يكن يوما و عبر التاريخ شأنا عراقيا
وبكل أسف سوف لن يكون كذلك في المستقبل .
إن أكبر ضربة للكفاح والعقل العراقي
هو السهولة التي باع بها اليسار والحزب الشيوعي نفسه
كان المناضلون متعبين وبحاجة إلى مكافأة في أرذل العمر
بعد سقوط النظام اللينيني السوڤيتي اختلطت المفاهيم والمعايير عندهم
رأس المال الوطني والمعنوي البديل للنظام القومي العلماني انهار
وقع الشيوعيون في فخ الواقع و فخ فخري كريم و انتهى أمرهم
لا يوجد مهرب يساري وطني للعقل العراقي
مؤسسة فخري كريم المدى و موقع الحوار / الخوار المتمدن
و أمثالها هي في الحقيقة
مؤسسات مشبوهة قابلة للمساومة وقد يغدرون بك بأية لحظة
إن العقل الوطني العراقي اليوم هو بحق وحيد و معزول
وهذه العزلة ستجعله يسقط إذا لم يكن قد سقط فعلا في فخ التطرف
و فخ العمالة و فخ الطائفية

CONVERSATION

0 comments: