عملية تل ابيب ومصير التهدئة/ ابراهيم الشيخ

بدون شك ان العدو الصهيوني يشن حرب جديدة على كامل الشعب الفلسطيني، بدأت هذه الحرب حين هدد هذا العدو السلطة الفلسطينية التي اعلنت اصرارها على الذهاب الى الامم المتحدة من اجل التصويت على طلب اعتبار فلسطين دولة غير عضو في الامم المتحدة، ومن ثم تبع هذه التهديدات الهجوم على غزة، ويتضح هنا بأن الشعب الفلسطيني مستهدف بكل فئاته، لان اسرائيل تريد فرض الاستسلام على الفلسطينيين وثنيهم عن عدم المطالبة بحقوقهم التي تتمثل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
في الفترة السابقة وخلال عدة سنوات امتنعت التنظيمات الفلسطينية عن هذه الاعمال لكي لا تُتهم بأنها تقتل المدنيين الصهاينة ولكي لا تُألب الرأي العام الدولي ضد القضية الفلسطينية، ولكن بالرغم من ذلك فأن هذا الراي العام لم يتغير وبقي على حاله، وسياسة الكيل بمكيالين استمرت، واستمر دعم وجهة النظر الاسرائيلية .
بالرغم من الردود الفلسطينية خلال هذا العدوان الاسرائيلي التي كانت غير مؤثرة من حيث سقوط القليل من القتلى الاسرائيليين، الا ان الردود كان لها تأثير معنوي على  جميع مواطني العدو الصهيوني، والجميع داخل هذا الكيان شعر بهذا الخطر وهذا لم يتوقعه الاحتلال الذي راهن على تحطيم القوة العسكرية الفلسطينية وخاصة الصاروخية منذ الايام الاولى لهذا العدوان.
 تبدو ان نظرية الامن الاسرائيلي  قد سقطت بالرغم من الاحتياطات الامنية المشددة التي تقوم بها اسرائيل، وبناء الجدار العازل الذي يبدو انه لم يحقق الامن، وكذلك القبة الحديدية لم تمنع الصواريخ الفلسطينية من السقوط  في عمق مدن الكيان الاسرائيلي الغاصب..
لا شك ان ان العملية في تل ابيب  لم تكن متوقعة، وهذا ما شكل حالة من الارتباك للمسؤولين الاسرائيليين وسكان دولة الاحتلال، الذين ظنوا بأن دولتهم والتي تدعي القوة من خلال قتل الاطفال والنساء وتدمير البيوت فوق ساكنيها في غزة قادرة على حمايتهم، فحالة الرعب التي شكلتها المقاومة الفلسطينية خلال هذه الحرب ايضا كانت غير متوقعة لانها ادت الى  تصدع قوة الردع الاسرائيلية.
وان ما يميز هذا العدوان عن عدوان2008 هو استهداف العمق الاسرائيلي بالصواريخ الفلسطينية وايضا تفجير حافلة في  تل ابيب وهذا لم يحصل خلال العدوان السابق، وستحاول اسرائيل استغلال هذا العمل وتُظهر نفسها  بأنها الضحية، ولكن الذي دفع الجماعات الفلسطينية الى تنفيذ هذا الهجوم هو الارهاب الصهيوني الذي يُمارس ضد الفلسطينيين في غزة وفي الاراضي المحتلة الاخرى.
بالرغم من امتناع القوى الفلسطينية عن القيام بمثل هذه العمليات داخل الكيان المحتل، الا ان واشنطن لم تغير موقفها من هذه الجماعات ودائما دعمت موقف دولة الاحتلال التي تشن العدوان على الشعب الفلسطيني، والتبجح بالتزام امريكا الدفاع عن امن هذا الكيان وحقه بالدفاع عن نفسه، واخرهذه التصريحات كانت على لسان هيلاري كلينتون التي ادلت بها خلال لقائها برئيس وزراء العدو بينيامين نتنياهو.
يبدو ان التنظيمات لم تكتف بالرد على العدوان بالصواريخ فقط، وانما اتخذت قرارا بالرد بواسطة تفجير حافلة في تل ابيب للتاثير على مسار هذه الحرب واظهار قدرتها على انها ما زالت تستطيع الرد في اماكن مختلفة، وافهام العدو  بأنه سيدفع ثمنا غاليا لقاء اعتداءاته.
بلا شك ان هذه العملية سيكون لها تأثير كبير على جهود الوساطة التي يقوم بها الجانب المصري لوقف اطلاق النار بين حماس واسرائيل، ومن غير المعرف الى أي منحى تتجه جهود الهدنة، ويبدو ان كل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، هل سيعم الهدوء ام ستفرض الحرب نفسها على الجميع.

CONVERSATION

0 comments: