
نعم نحن في مرحلة الإنهيار وما بعد الإستنقاع،أي الانحطاط الشمولي،نحن في مرحلة الإدبار،مرحلة ليست مقبلة "يبيض فيها الحمام على الوتد"،بل مرحلة مدبرة يبول فيها الحمار على الأسد"،مرحلة مختلط فيها الحابل بالنابل،وطن فيه جيوش من المكرمين على "إبداعاتهم" و"إنجازاتهم" و"تميزهم"، و"نياشينهم" و"اوسمتهم" والخراب للأسف به عام وطام،فساد ينخر في كل مفاصل المجتمع،وتفكك وإنهيار إجتماعي،وهزائم على كل الصعد والمستويات،وتكريمات وتقديرات بالجملة لمن كانوا سبباً فيها على انهم مبدعون،وهم بدل تكريمهم كان يجب مساءلتهم ومحاسبتهم ومعاقبتهم والزج بهم في السجون،وليس بالمستغرب اليوم،انت تجد من المكرمين/ات أفراد ولجان للتطبيع بأسمائه واشكاله المختلفة،والمكرمين والمصفقين لهم،من يدعي البعض منهم حتى لا نظلم ونعمم بأنهم من "قادة "الوطن ،واليوم عندما تلقي نظرة فاحصة على "اكوزيون" حفلات التكرم ،تجد من يقيمون الإحتفالات والأنشطة المشتركة مع الإحتلال يكرمون ،ومن هو مرتبط بلجان الإحتلال العشائرية أو من لجنة أصدقاء شرطة الإحتلال وغيرها يكرم،ومن يساهم في تدمير العملية التعليمية في القدس او الوطن،ويعمل مقاول لتمرير المنهاج الإسرائيلي وتطبيقه على مدارس القدس العربية يكرم ويمنح الأوسمة والنياشين،ومن هو عليه الف علامة استفهام ومشكوك او مطعون في وطنيته يكرم،ومن هو من تجار الوطن او المتاجرين بقوت وصحة الشعب يكرم،ومن يسرق وينهب ويهدر المال العام يكرم،ومن ي/تخط قصيدة او مقالة او خاطرة ي/تكرم،ومن هي صاحبة هذا المسؤول او ذاك تتميز وتصبح بقدرة قادر مبدعة وتتسيد التكرم....الخ.
ومن الذين او اللواتي يستحقون ويستحقين التكريم عن جدارة وإستحقاق وتميز لمساهماتهم وإنجازاتهم في الميادين المختلفة ،فئة قليلة جداً،تجد أن تذكرها وتكريمها جاء متاخراً او بعد موتها،وانا لا اعترض على ان مؤسسة ستكرم العاملين فيها الذين تقاعدوا وخدموا فيها ردحاً من الزمن،كون ذلك من باب العرفان والتقدير لهم على خدماتهم ،او مؤسسة تعليمية تكرم معلميها المتقاعدين،فهذا واجب وحق،ولكن الإعتراض هنا له وجاهة في القضايا التي لها علاقة بالإبداع والإنجاز والتميز،فهناك من هو متميز ومبدع في الرواية او القصة او الشعر او الإعلام او الفكر..الخ،فهؤلاء يستحقون مثل هذه التكريمات لحجم إنجازاتهم وإبداعاتهم.
ولكن تجد بأن من يكتب قصة قصيرة او محاولة شعرية او خاطرة ادبية أو موضوعة صحفية،يجري تكريمهم على اعتبار انهم من رواد الثقافة والفكر والأدب والشعر والإعلام والصحافة والإبداع،والمأساة ليست في هؤلاء،بل في جيش المطبلين والمزمرين والمتملقين لهم،حيث تنهال عليهم عبارات المديح والثناء حتى يتخيل البعض منهم انه محمود درويش او اميل حبيبي او غسان كنفاني أو ادوارد سعيد وغيرهم.
نعم المطلبلين والمزمرين والمتملقين،هم اخطر من المكرمين انفسهم والذين لا يستحقون التكريم،فهم من يحولون حفلات التكريم الى محافل للتندر والإسفاف والإبتذال،عندما يمعنون في تزيف الواقع وقلب الحقائق،وإضفاء صبغة وصفة كاذبة،على من لا يستحق التكريم أو حتى الثناء،بل توجيه النقد البناء لكي يطور من قدراته وبناء ذاته.
نحن بحاجة الى وقفة جدية ومراجعة جريئة في هذا الجانب والمجال،ويجب أن يكون هناك من يعلق الجرس،ويقول يكفي فنحن نعيش مرحلة الدمار الذاتي،مرحلة الوهم والإنتصارات الكاذبة والتكريمات الكاذبة .
فالتكريم حق لمن يستحقه عن جدارة وإستحقاق ووفق معايير الإبداع والإنجاز والتمييز وتقديم الخدمة،ولنحفظ للتكريم والمكرمين هيبتهم وتمييزهم وإحترامهم، وأصدقكم القول بأن العديد من حفلات التكريم،تقام بغرض تلميع شخوص من الجنسيين وإظهارهم على غير حقيقتهم،وجزء من تلك الحفلات التكريمية فيها تسول ودرجة عالية من الإسفاف والإبتذال.
0 comments:
إرسال تعليق