بلاغ للنائب العام ضد مبارك والعادلى/ مجدى نجيب وهبة

** أتصور أن يكون هذا هو العنوان الرئيسى فى كل الصحف المصرية القومية والمعارضة .. وتنطلق كل الأقلام لتهيل التراب على وزير الداخلية ، وكل مديرى الأمن ، وتوجيه اللوم للرئيس مبارك بتقاعسه عن حماية المواطنين ..
** فبعد هذه التفجيرات اليومية التى تحدث فى شمال سيناء وجنوبها ، ومنطقة العريش ، والقاهرة ، والأسكندرية ، والإسماعيلية ، والسويس ، وبورسعيد .. فماذا يكون الحال لو حدثت كل هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية فى ظل حكم الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" .. بل كانت ستطالب الصحف والإعلاميين والنشطاء السياسيين والأحزاب السياسيين .. مؤيدين ومعارضين ، يإقالة وزير الداخلية فورا ومحاكمته وإقالة الحكومة وحل مجلس الشعب ومحاكمة كل قيادات الداخلية ..
** فما الذى جرى لنا .. هل حققت الدولة المصرية أقصى أمانيها عندما خرج الشعب للمطالبة بمحاكمة الإخوان ، وإنهاء حكم الإرهابى محمد مرسى العياط ..
** هل أقصى أمانينا هى عزل الرئيس مرسى العياط ، والقبض على كل التنظيم الإرهابى للإخوان المسلمين 
.. وهذا ليس من حق الشعب ، هل يبدو أننا تجاوزنا كل القيم والمبادئ والأعراف عندما إنطلق ملايين من الشعب المصرى يطالبون بمحاكمة الإخوان ، وهو ما إعتبره البعض ومعظم الدول الغربية المعادية لمصر ، وعلى رأسهم أمريكا .. أنه إنقلاب عسكرى وليس ثورة شعبية !!..
** هل ما يحدث من إنفجارات فى شوارع وميادين القاهرة ، وقتل الأبرياء هو ثمن يجب أن يدفعه الشعب المصرى لأنه تجرأ ووقف ضد المخططات الأمريكية ..
** الكارثة .. عندما نتساءل ، كم من الضحايا سقطوا على أرض مصر شهداء وجرحى منذ ثورة 30 يونيو .. أعتقد أن الأرقام مخيفة وأعداد ضباط وجنود الشرطة والجيش فقط تجاوزوا الرقم 500 .. هذا بجانب العديد من الضحايا من المواطنين .. ومع ذلك أصاب الشعب البلاهة والصمت والغباء .. ولم نعد نسمع أى أصوات تطالب بمحاكمة أى مسئول عن إستمرار هذه الفوضى فى مصر .. وعقب كل حادث إرهابى إجرامى يخرج علينا خبراء الفتاوى ، معظمهم ضباط متقاعدين سواء جيش أو شرطة أو رؤساء أحزاب كارتونية أو مفكرين سياسيين وهم يسبحون بحمد الله إنها تفجيرات محدودة ، وأن الإرهاب يتهاوى ويلفظ أنفاسه الأخيرة ..
** فهل يمكن إعتبار أن هذه التفجيرات هى مجرد زوبعة فى فنجان يجب ألا نعطيها أى أهمية أو تضخيم فى الحدث ؟ ..
** وإذا كان هذا تفكير كل من يخرج علينا فى الإعلام ، بل وكل المسئولين .. فأين حقوق الذين تقطع اجسادهم وتمزق إلى أشلاء وهم معظمهم من ضباط وجنود الشرطة والجيش المكلفين بحماية أمن الوطن والمواطن ..
** ماذا جرى لنا ونحن عقب كل إنفجار نتوجه بالشكر إلى كل المسئولين ، ولا نتوجه باللوم لأى مسئول بإعتبار أن تفجيرات القنابل هى جزء من ثمن ثورة الشعب فى 30 يونيو 2013 ..
** لم أقرأ لكاتب واحد رسالة توجه للمستشار "عدلى منصور" تطالبه بالإقالة لعدم قدرته على إدارة المرحلة الحالية ، وإنه المسئول الأول عن الفوضى التى تميز بها الشارع المصرى منذ ثورة 30 يونيو ..
** لم أقرأ لكاتب واحد أو إعلامى يهل علينا فى إحدى القنوات المصرية والقنوات الفضائية بتوجيه اللوم للسيد وزير الداخلية لتقاعسه عن القبض على كل الخلايا الإجرامية والإرهابية والمعروفة لدى كل الجهات الأمنية ..
** لم أقرأ لكاتب واحد أو إعلامى أو أى منبر يوجه اللوم السيد رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب بمحاكمته بسبب تصريحات السيد نبيل فهمى وزير الخارجية الأخيرة فى أمريكا أو التواطئ والتقاعس الذى أصاب كل سفراءنا بالخارج فى مواجهة الحملة الشرسة ضد الدولة المصرية ، وعدم إتخاذ أى قرار حاسم للرد على هؤلاء المتآمرين ضد الوطن ..
** لم أرى أى إنتقاد يوجه وكأننا أصبنا بموجة من البلاهة والغباء واللاشعور .. وأصبحنا نتلذذ بأخبار الإنفجارات والإغتيالات وأصبحنا نعشق دعاوى الإخوان والإرهابيين للخروج ضد ما أسموه العسكر أو الإنقلاب على الشرعية وهم من أطلقوا على أنفسهم إخوان من أجل دعم الشرعية ..
** أين نخوتنا وأين كرامتنا وأين حريتنا .. فى ظل رئيس لا يشعر ولا يعى ولا يدرك أننا نمر بمرحلة وحرب طاحنة تقودها مصر ضد الإرهاب وضد مخططات الغرب وأمريكا وبعض الدول العاهرة مثل قطر وتركيا ..
** لقد أصبنا جميعا بحالة تبلد وغباء منقطع النظير .. وصمت الجميع .. وأصبحنا بالفعل فى دولة لا يحكمها لا قانون ولا رئيس ولا حكومة .. بل أن هناك دعاوى وأصوات بدأت تعلو فى الشارع المصرى وفى الصحافة والإعلام ، تطالب بتقديم بلاغات إلى النائب العام لمحاكمة مبارك والعادلى بإعتباره الرئيس المسئول أمام الشعب عما يحدث فى الشارع المصرى ..

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: