الصليب والهلال/ أنطوني ولسن

الصليب هو أول من دخل إلى الأراضي المصرية بدخول الكاروز مار مرقص الرسول إلى مصر مبشرا وكارزا بالإيمان المسيحي والصليب الذي صلب عليه الرب يسوع .

الغريب في ذلك أن المصريين آمنوا بالمسيح ورسالة مار مرقص الرسول وأعتنقوا الإيمان المسيحي الذي يعتبر أول إيمان سماوي يقتنع به المصريون على أنه بالفعل إيمان بقدرة الله وحبه للأنسان صنع يديه مضحيا بإبنه يسوع الذات الألهية المتجسدة . وأصبحت مصر دولة مسيحية وشعبها عرف بإعتناقه للمسيحية كا دين سماوي .

بعد 7 قرون ظهر الأسلام كادين وبدأ في الأنتشار في شبه الجزيرة العربية ثم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وصل قائده عمرو بن العاص الى مصر فاستقبله أهل مصر ممثلين في رهبانهم خير إستقبال .

منذ ذلك الوقت ظهر الصليب مع الهلال . أي عاش المصري المسيحي مع العربي المسلم ، فحمى الصليب الهلال ، وأحتضن الهلال الصليب في محبة وتناغم وبدأ الشعب المصري حقبة جديدة من تاريخه الممتد حتى الأن .

حقيقة أن غزى مصر فاتحين كثيرين بعد عمرو بن العاص سواء عرب أو جنسيات أخرى مسلمة غير عربية وكانت تنشب حروب أحيانا تستمر لفترة طويلة من الزمن أو تبقى رغم أنف الشعب المصري الذي تجانس مع الشعب العربي . لكن في النهاية أصبحت مصر هي حاضنة لكل المصريين دون تميز بينهم بسبب العرق أو الجنس أو الدين أو حتى اللون .

في بداية القرن 19 وفي وقت الأحتلال البريطاني ظهرت شخصية تنادي بالأسلام تحت مسمى " الأخوان المسلمون " وكأن مسلمي مصر ليسوا مسلمين لكن المسلمون هم جماعة " الأخوان " فقط وكل من إتبعهم وسار عضوا معهم .

لقد كان للمحتل البريطاني يدا في تشجيع هذا الفصيل الديني الجديد أن يتغلغل في شئون مصر الداخلية ومشجعا لهم على الأنتشار وسفك الدماء  بأسم الدين والدين منهم بريء .

جاءت فترة حكم عبد الناصر التي أصبحت إستمرارا لما كان عليه الشعب المصري من تآخي ومحبة خاصة بعدما قضى على ما سُمّيّ بالجماعة  جماعة " الأخوان المسلمون " بل صدر قرار جمهوري بعدم الأعتراف بهم كجماعة دينية وتم تصنيفهم كجماعة إرهابية إلى أن إرتكب السادات غلطة عمره وفتح السجون والمعتقلات على مصراعيها لهم ولكل من كان يعمل في الخفاء .

لم يتعظ مبارك بما فعلوه ، فترك لهم الأرض يعيثون فيها ويمرحون دون حسيب أو رقيب طالما هم بعيدين عنه وعن عائلته . وطوز في مصر .

إستطاع الشعب المصري أن يطيح بالرئيس مبارك وبالرئيس مرسي . لكن مازالت لهم " الأخوان المسلمون " جماعات تتبعهم في الكثير من الأماكن الحكومية ويتحكمون فيها على الرغم من وجود حكومة " على ما أظن " غير إخوانية ولا سلفية ولا تتبع أي من الفصائل الأسلامية الجهادية .

وهنا العجب من الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور ورئيس الوزراء السابق الببلاوي وحكومته ، والرئيس الحالي للوزراء المهندس محلب دون إعطاء أدنى أهمية لما يمكن أن تفعله تلك الجماعات الموجودة عيني عينك وعلنا في المصالح الحكومية والأعلام المصري الحكومي وغير الحكومي . وكانت المفاجأه ..

نحن على أبواب إنتخابات رئاسية هامة جدا بالنسبة لمصر والشعب المصري الصامد . إنتخابات كل مصري في أي مكان في العالم يأمل أن يتولى حكم مصر رجل مصري حتى النخاع محب لمصر وسيعمل من أجل مصر وكل مصري يؤمن بمصر كوطن له حتى لو كان يعيش فوق أرض وطن آخر .

 ومع ذلك صُدمتُ من خبر إيقاف الأعلامية " الأستاذة بثينة كامل " عن العمل بالتلفزيون المصري . والسبب في منتهى الغرابة يا أوليَ الأمر . لم يكن الإيقاف بسبب إهمال أو تقاعص أو لأي شيء لا يليق بإعلامية بالتلفزيون المصري والتي يشهد لها العالم أجمع بشجاعتها ووطنيتها وتحملها للأذي على أيدي ذبانية جهنم . لكن لأنها تتحلى بسلسلة بها الهلال والصليب !!!!!!...... وأصرت على عدم التخلي عنها .

أسأل سؤالا بريئا .. في أي عصر نعيش ؟ أين أنت يا فخامة رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور وما يحدث في مصر ؟ أين أنت يارئيس وزراء مصر الحالي مما يدور في الأجهزة الحكومية في مصر ومنها الأعلام والتلفزيون المصري الذي قرأنا أن صورة " المعزول " ما زالت معلقة في مبنى الأذاعة والتلفزيون دون أن ندري لماذا مازالت معلقة ولماذا مازال في التلفزيون المصري خلايا إخوانية على الرغم أن الدولة إعتبرت جماعة الأخوان جماعة إرهابية ؟؟؟؟؟

الصليب حمىَ الهلال .. والهلال إحتضن الصليب وأرادت الأستاذة الفاضلة بثينة كامل أن تفتخر بهما فكان جزاؤها الإيقاف عن العمل !.
يا للعار

CONVERSATION

0 comments: