هل حمص هي عاصمة الثورة؟/ سعيد ب. علم الدين

لقد ارتفع بالمعنى المادي الضيق للكلمة ومنذ انطلاقة ثورة الحرية والكرامة في سوريا الأبية شعار "حمص عاصمة الثورة"، وضربت حمص العدية لأكثر من ثلاث سنوات متتالية أروع الأمثلة على قوة وصمود وثبات وصبر وعنفوان وذكاء وعبقرية وتفاني أبطالها الشجعان بأسلحتهم الخفيفة في مواجهة آلة القتل والطغيان من جيش كامل العدة والعدد تقاتل الى جانبه كل عصابات الأرض الطائفية الصفوية المذهبية الإيرانية اللبنانية العراقية الحاقدة الباغية الثأرية والمرتزقة الروسية وغيرها من جنود الشر والاجرام.
أدى رفع هذا الشعار المادي لتحميل ثوار حمص هناك حملا معنويا اكبر من طاقتهم المادية بكثير في مواجهة حصار جائر لم يسلم منه احد: لا مدني ولا ثائر، استمر لأكثر من سنتين مدعوما بكل انواع الأسلحة الثقيلة التي يواجهها الثوار فقط ببسالتهم المنقطعة النظير وصمودهم الأسطوري.
أما بالمعنى المجازي الروحي الثوري للكلمة فعاصمة الثورة السورية هي أكبر من أن تكون في مدينة هنا او منطقة بعينها هناك، لأن عاصمتها الحقيقية وقلعتها الحصينة هي في قلب وعقل  ووجدان كل مقاتل سوري فدائي شرس يحمل دمه على كفه وقضية شعبه في قلبه وفكره، بل وفي عقل وقلب كل طفل سوري يتمه وقتل والديه وإخوته وجيرانه وأصدقائه المجرم بشار، وطفل آخر مشرد معذب في وطنه ودول الجوار سيكبر شابا مع ثورته الدائمة على الظلم والطغيان ليعيد لسوريا الحزينة المنكسرة الجناح المجروحة القلب النازفة بصمت بسمتها بإزاحة الكابوس الإيراني الظلامي العنصري البغيض والبشاري المقيت عن صدرها .
الثورة السورية ليس لها عاصمة، لأن عاصمتها كل بقعة من أرض سوريا، ولأنها قضية شعب صبر كثيرا على الهوان ثم ثار على العبودية الأسدية الحقيرة في زمن الربيع العربي وارتفاع صوت  الإنسان.
وهذه القيم الروحية العظيمة التي استشهد من اجلها مئات الألوف من السوريين لا تقاس بشعار "حمص عاصمة الثورة" المادي.
فثورة الحرية عاصمتها معمدة بدماء الأحرار من اطفال درعا الى كل الديار، التي هبت من حمص الى البو كمال ومن دمشق وغوطتها الى حلب وريفها شعلة من نار!
إنها ثورة المستضعفين والمظلومين على الظالمين والمستكبرين الأشرار! 
إنها ثورة الحرية والكرامة السورية على العبودية والقمامة الايرانية. حتى انها تحولت بعد ثلاث سنوات من عمرها الى ثورة حياة ووجود لشعب يتم تدمير وطنه على رأسه من خلال عدو ايراني عنصري طائفي حقود لا يقيم وزنا لحدود.  
إنها ثورة نشامى سوريا الأبطال على القتلة من شبيحة بشار الأنذال!
إنها ثورة الحق المبين على الباطل اللعين يا عصائب اهل الباطل من  نصر الله الى الحوثيين ومن خامنئي الى بوتين!
إنها المخاض المؤلم الدامي الصعب بعذابات الأم، لولادة سوريا الجديدة من بيت الرحم!
إنها ثورة البراءة والطفولة خطتها أيدي أطفال درعا من أجل ثقافة الحياة وربيع المستقبل، وليست ثورة الغباوة والشيخوخة للمتسلقين من وراء الستائر السوداء على ثورات وآلام الشعوب، من الجهلة المتطرفين كمتخلفي وإرهابيي القاعدة وداعش والنصرة، الملطخة ايديهم بدماء الأبرياء لنشر ثقافة الموت والرعب والدماء التي تلتقي بطبيعتها الهمجية البربرية المنحطة اللاأخلاقية مع ثقافة ملالي التخلف والحقد في إيران! 
فحتى مخابرات بشار الشيطانية وعصاباته التدميرية بكامل أسلحتها الحربية الثقيلة كالطائرات والدبابات والصواريخ جوا وبرا وبحرا واستعمالها الآثم للأسلحة الكيمياوية، لم تستطع القضاء على هذه الثورة الجبارة التي تحولت الى شعبية مصيرية يخوضها الثوار فقط بعقولهم الذكية وخططهم الحربية النوعية واسلحتهم الخفيفة والفردية حتى النصر الأكيد. 
فإلى الصنم الحجري خامنئي الفاقد لأي شعور انساني الذي لم تهزه المذابح والمجازر الوحشية القذرة التي ارتكبتها شبيحة بشار ونصرالله والمالكي بحق المدنيين السوريين على العكس هو يبارك بذلك ويساهم معه برمي البراميل المتفجرة على المناطق المدنية لتدميرها وقتل أكبر عدد من النساء والشيوخ والأطفال، وكأن ذرف الدموع على الحسين ليست سوى خدعة ايرانية خبيثة لتأجيج الحقد على أهل السنة تبريرا لأعمال القتل المذهبية الثأرية التي ترتكب بحقهم في سوريا والعراق وحتى لبنان( الاغتيالات السياسية للنخب والزعامات السنية من الشهداء حسن خالد الى الحريري الى وسام الحسن الى محمد شطح .... الخ.) تشهد على ذلك.   
والى الخائن حسن نصرالله العبد المأمور الذليل لأوامر ملالي الخسة الباطنية والتضليل، والحارس اليقذ منذ عام 2006 لحدود اسرائيل. الذي بلغ إجرامه وفجوره واستكباره وغروره على الشعبين اللبناني والسوري والعربي بشكل عام عنان السماء، قاتل الشيوخ والأطفال في سوريا ومغتصب النساء. 
الى هذه العصابة الطائفية المستكبرة الظالمة القاتلة والمتخلفة النتنة المتحالفة اجراميا على قتل المسالمين، وذبح الآمنين وهدم البيوت بالبراميل المتفجرة فوق رؤوس المدنيين، والمتآمرة خسة تحت شعارات المقاومة المزيفة والممانعة الفارغة ويافطات القدس وتحرير فلسطين للسيطرة على المنطقة العربية والتي سنت أسنانها منذ عقود وتسلحت بكل أنواع الأسلحة وعقدت الاتفاقات الاستراتيجية السرية مع الصهيونية وعصابة آل أسد، وأعلنت الحرب على الحرية والأحرار في لبنان وسوريا والعراق أقول: 
إن من يزرع الشر سيحصده شرورا!
وأن من يبث الفتن سيلعقها سماً!
ليس المهم من يضحك كثيرا، بل الأهم من يضحك اخيراً!
وليس المهم من يوزع البقلاوة على نجاح عمله الحقير الخسيس باغتيال الحريري والجميل وجبران، وانما من ستفضحه المحكمة الدولية بالحجة والبرهان على ارتكابه كا اعمال التفجير والاجرام!
وليس المهم من يحتفل في ضاحية بيروت على سقوط يبرود، وإنما الأهم من يبنى مجتمعا سوريا حرا ابيا، ودولة ديمقراطية منها تشرق شمس العدالة والحرية والمساواة على كل الشعوب، وبها يتحرر شرقنا المنكوب من الدكتاتورية الباغية الظالمة وفسادها وأمراضها وكل العيوب.     
سقطت القصير سقطت يبرود سقطت قلعة الحصن إنما القلعة العملاقة الا وهي قلعة الشعب السوري المحصنة بإرادته، أي ثورته الجبارة لن ولن ولن تسقط !
وليست أسرارا عسكرية نكشف عنها عن كيفية تحقيق ما يسمى انتصارات للجيوش والميليشيات الإيرانية الأسدية المذهبية المتطرفة والتي تتم بتفوق عسكري عتادي ضخم لا يقارن البتة بأسلحة الثوار الخفيفة، يتم تسخيره بوحشية لتطبيق نظرية الأرض المحروقة، تحت وابل من القصف الهمجي المركز والعشوائي الكثيف وبكل أنواع الأسلحة الثقيلة والصواريخ والبراميل على المدينة، حيث تتحول سكانها الى أشلاء، أبنيتها إلى حطام، شوارعها إلى ركام، لتدخل بعدها قطط اللئام رافعة راية النصر المزعوم على المدينة المدمرة كما حدث في القصير ويبرود وغيرها.
لقد أطلقْتُ على هذه الانتصارات في مقالة سابقة لقب" انتصارات الأرانب" وهي كذلك هدفها في كل مرة رفع معنويات جيش بشار وحلفائه المنهار من خلال الضجيج الإعلامي لأبواق ما يسمى محور الممانعة لمعركة على منطقة من المناطق يسمونها استراتيجية وستقلب موازين القوى. 
وتسقط منطقة مدمرة لتستعر الثورة وتنتصر في منطقة أخرى.
انها حرب العصابات الناجحة يا مخابرات بشار السافلة!
فالحرب السورية تحولت الى حرب استنزاف بشري ومادي لمحور الشر والعدوان، وتشييع جثث قتلاهم من لبنان الى العراق وايران، اصبح خبزهم اليومي مغمسا بدماء الأبرياء. وصمود الثوار هو الذي دفع نصرالله الى تقديم تنازلات سياسية على الساحة اللبنانية فهو بعد ان نفى سعد الحريري من لبنان عاد ليستجديه لتشكيل حكومة معه. حتى ان المجنون بكرسي الرئاسة التافه ميشال عون طار الى اوروبا مستجديا اللقاء مع الحريري. 
فلا تفرحوا كثيراً ايها القتلة الظالمون، لأن الحرب سجال ولا ولن تحسم في معركة القصير او يبرود او المليحة او القلمون. 
النصر للثورة وللشعب قريب قريب قريب، وإن غدا لناظره قريب !

CONVERSATION

0 comments: