أدب الحوار/ د. عدنان الظاهر

تكلم " متأمرك " حتى نخاع عظامه عن أدب الحوار .. فهل لشخص مشبوه النوايا والمقاصد مفرط في نرجسيته وغوغائيته ثرثار بشكل قلَّ نظيره ومفرط في تشبّثه بآرائه وبما يسميها " قناعات " ... هل لمثل هذا الفايروس المسموم أدب حتى يطالب غيره بأدب الحوار ؟ وكيف نحاور من لا خلاقَ له ؟ يفرّط هذا الدعي الثرثار بالعراق وطناً وشعباً وأرضاً ويعرضه أمام الأمريكان مجاناً ليقيموا على أرضه قواعد عسكرية وما شاءوا من منشآت عسكرية أو مدنية كأنَّ العراق ملك له ولأجداده .هل لمثل هذا الفايروس الذي لا يعرف حدود نفسه ولا يعرف من هو أصلاً .. هل له خلق كريم وطبيعة سوية حتى يطالب بأدب الحوار ؟ نتكلم عن الأخلاق قبل أنْ نتكلم عن الأدب ومن لا أخلاق له لا أدب له. .
دأب هذا المتأمرك البشع على إتهام مخالفيه في سخافاته وهلوساته بالبعث والبعثية ثم أضاف أخيراً نعتاً مضحكاً آخرَ هو الداعشية ! هذا نموذج مشبوه مدسوس يبيع العراق وهو مقيم في أحد البلدان الأوربية مدعياً العلم بالسياسة ولا يعرف من السياسة سوى الترويج للإنبطاح تحت البساطيل الأمريكية ينطبق عليه قول المتنبي :
من يهنْ يسهل الهوانُ عليهِ
ما لجُرحٍ بميّتِ إيلامُ
هذا الشخص ميت حقاً لا مجازاً ثم إنه كثير التشتت فيما يعرض من أراء لا يستقيم أغلبها مع بعض ولا ينسجم وإنه كمحتطب في الظلام ثم يُكثر من الرجوع لمقالات كتبها في مناسبات شتى يروّج لنفسه طامعاً بالمزيد من الدعاوة لنفسه دون أنْ يعي إنما هو مجرد نموذج آخر من " مسيلمة الكذاب " وباقي مدّعي النبوات الزائفة.
كرّس الكثير من هُرائه وثرثراته لتلميع وجه الأستاذ نوري المالكي والدفاع عنه باطلاً وحقاً ولكنه لزم صمت المقابر بعد انكماش الضوء عن الرجل فوجد له مسرباً جديداً يبث من خلاله سموم فايروساته ومواقفه الأكثر من مشبوهة أعني عبادة أمريكا وتلميع صورتها القبيحة بكل ما فيه من قدرات على المسخ والتشويه ولي الحقائق المعروفة عن هذه الأمريكا كأنَّ الناسَ نسوا قنابلها الذرية على هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين وجرائمها في كوريا ثم في فيتنام .. أسأل هذا الفايروس الذي ابتليت المواقع بانحرافاته المقرفة : من قتل بياتريس لومومبا ومن خطط لقتل عبد الكريم قاسم ( وهو يحب هذا الرجل ) ؟ ومن قتل الرئيس الشيلي سيلفادور اللندي ؟ من غزا أفغانستان ومن يحاصر كوبا وإيران وسوريا وروسيا والعراق قبلاً ؟ من تآمر على الشعوب وقتل قادتها الوطنيين ومن اغتال جيفارا ؟ 
لا نحاور ثرثارين مشبوهين يعرفون فن بث السموم ويبررون سياسات وأخطاء أمريكا القاتلة ويجيدون فنون التقلب بين المواقف والأفكار يجمعون الصيف والشتاء تحت سقف واحد ولا يشعرون حتى بالحد الأدنى من الحياء ألا شاهت الوجوه وألا ما أقبحهم من ذيول وأذناب متقيّحة لا يملون من تكرير ما قد سبق وقالوا مستشهدين بقول قاله فلان ورأي نطق به فيلسوف وهذا ديدنهم دوماً أعني نقل التجارب نقلاً ميكانيكاً كأنَّ الحياة وتجارب الشعوب نسخة واحدة مرّت تحت ماكنة طباعة واحدة فمن ألمانيا واليابان ـ والآن أضافوا كوريا الجنوبية ـ يضربون الأمثلة يبتغون من وراء ذلك أنْ يكون العراق كهذه النماذج فأية حماقة يرتكبون وأي جهل وغباء وعماء ؟ ألا " ما أقبحهم " من إمّعات وذيول وتوابع ضربها نوع خاص من العمى وأصابها نوع خاص من الإسهال الكلامي لا يكفون عن كتابة المقالات السامة متذرعين بمبدأ حرية الرأي والمعتقد والتعبير عنهما في وسائل الإعلام المُتاحة.
لا يكفُّ هذا الفايروس الثرثار المسموم عن الكلام عن الحرية التي أدخلتها أمريكا إلى العراق ويضرب مثلاً من صناديق الإقتراع. هل تمثل هذه الصناديق الحرية كاملة ثم ما بعد الصناديق ؟ ماذا عن الخراب والتأخر في مضامير كثيرة تخص حياة العراقيين وماذا عن الفساد المالي والإداري والقتل على الهوية ثم الإقتتال الطائفي الذي بلغ أوجَ نضوجه بغزو داعش واحتلال محافظة نينوى ومناطق عراقية كثيرة أخرى ؟ أفلم يأتِ هذا كله بعد غزو العراق ورغم صناديق الإقتراع ووجود مجلس تشريعي وآخر تنفيذي ؟ ماذا جنى العراقيون من هذه " الحرية " التي أتانا بها الأمريكان سادة القرود وفايروسات السموم ؟ أزاحت أمريكا صدام حسين وبضعة أنفار من قادة البعث لكنَّ البعثية وقوانين البعث لم تزلْ سارية المفعول حتى هذه الساعة.
نعم لأدب الحوار ولكنْ لمن يتحلى بالحد الأدنى من مستلزمات وشروط الأدب وفوق الأدب مكارم الأخلاق ومنها وطنية الرجل العراقي وإخلاصه لمسقط رأسه ونظافة أراضيه من دَنس وجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيه فهذه القواعد تقيد العراق وتشل إرادته السياسية ولا من حرية مع القيود وشلل الإرادة .. وهذه بدهيات يراها العاقل وكل ذي عينين سليمتين وطويّة خالصة لا تشوبها السموم ولا من شُبهات تحومُ حولها. يتكلمون كلاماً ظاهره حق وباطنه باطل فليكفّوا ويتركوا العراق للعراقيين ففيه اليوم ساسة وطنيون يتدبرون أموره وهم لا شكَّ في غِنىً عن ثرثرة الثرثارين الأدعياء ونصائح الأغبياء العميان. سبق وأنْ قلتُ لهذا [ المؤدب جداً جداً ! ] قبل أعوام : يضحك طويلاً ذاك الذي يضحك أخيراً وها هو العراق اليوم يبكي على ما هو فيه ويضحكُ لأنَّ في ( في مصرَ الكثير من المُضحكات / قالها المتنبي ).
لا أعرف سر تحول هذا ( المؤدب ) من حياديته تجاه الجارة إيران إلى مفترٍ شاتم وشامت بها فهو بسلوكه هذا يحذو حذو كاتب آخر لا يجد مناسبة إلاّ ولمز وشتم فيها إيران علماً أنَّ كليهما من الشيعة. لاحظتُ من متابعاتي أنَّ من يشتم إيران يشتم في عين الوقت سوريا وحزب الله والسيد حسن نصر الله فهل هي محض مصادفة أم أنه سلوك مدروس ومخطط له بعناية من قبل جهات تقف وراء هذا النفر من الكتاب المشبوهين الذين يتقنون فنون التلاعب بالألفاظ ودس السم في العسل واللبن. 
آمل أنْ لا أُضطر للعودة للكتابة لا من باب الرد فهذا الدعي الأعمى المشبوه المقاصد لا يستحق الرد إنما لتعريته وفضحه أمام العراقيين خاصة أؤلئك الذين قد تعجز عيونهم عن رؤية ما في اللبن وغيرهم الذين يرون كل شئ ويجيدون قراءة وتحليل ما وراء وما بين سطور خزعبلات المشبوهين والقِرَدة المتقلبين الذين يدّعون الثباب ولا يقصدون إلاّ الثبات على تقديسهم وعبادتهم لسيدتهم الكبيرة أمريكا وترويج الإنبطاح على الذقون أمام بساطيل جنودها.
كلمة أخيرة أقولها لهذا الأمريكانوا جداً جداً : ما فرقك عن نوري السعيد الذي باع العراق للمستعمر الإنكليزي وربطه بحلف بغداد سئ الصيت ؟ وما رأيك بعبد الكريم قاسم الذي قضى على حلف بغداد وحرره من التبعية للإنكليز وأغلق القاعدتين البريطانتين في الشعيبة وسن الذبان في محافظة الأنبار ؟ هل كان قاسم وثورة تموز على خطأ ؟ أقول هذا الكلام وأنا أعرف أنَّ هذا الشخص المطالب بأدب الحوار واحترام قناعاته الكثيرة الشبهات مدافعٌ قويٌّ عن قاسم وكثير الإعجاب به.
أخيراً أتساءل هل التعامل مع الأفاعي والعقارب السامة يحتاج إلى أدب ؟
ألا فليتأدب المسمومون قبل غيرهم وليتعلموا شيئاً من أخلاق الكلام واحترام الناس وقناعات الناس وليقيموا القواعد العسكرية الأمريكية فوق رؤوسهم وفي زوايا دورهم ولينكمشوا ضمن ما يستحقون من فضاء ومكانة وحدود أجسادهم. هم أحرار فيما يثرثرون ويروّجون لكننا كذلك أحرار في الرد على ما يفترون ويكيدون وكشف ما يسترون ويضمرون من شر للعراق والعراقيين.

CONVERSATION

0 comments: