البيت.. إلى انتصار دوليب/ عبداللطيف الحسيني

أنا الذي أسمعُ أصوات الهدهد تحتَه , لكنّي أَصَمُّ , أرى الوحشة في كلّ زواياه , لكنّي ضرير , فعن أيّ بيتٍ أتحدّث وأي بيت أراه ؟
تتعرّش تشقّقاته وحشةُ سنوات السواد , تركتْ فيه السنواتُ الوحشةَ والسوادَ و غادرته , كأنّ البيتَ سرقَ مخلّفات الطفولة التي مدحته .
الأفضلُ لك – أيها البيتُ المتعَبُ - أن تتفرّج على المارّة المُتعَبين , الأفضلُ لكِ – أيتها الشجيّة – ألا تتركيه لأنه سيناديكِ بعدَ لحظةٍ من الآن , الأفضل لكَ - أيها المتعب – أن تلتفتَ إليه قبلَ أنْ تمرّ ببيتٍ يجاورُه . "فكلّ بيت بيتُه" : بيتٌ للوحشة وآخرُ لحياة تئنُّ .
هل تسمعُ أنيناً ؟ فهو بيتي حينَ أتنفّسُه .
كلّ مَنْ يمرّ به يتركُ أثراً : الورقةُ المتقصّفةُ لتلك الشجرة , القطرةُ التي لا ماءَ فيها لتلك الأمطار .
......
أنا البيتُ الذي غادرَه كلًّ شيءٍ .
alhusseini66@gmail.com

CONVERSATION

0 comments: