العيساوي ينتصر لفلسطين/ ابراهيم الشيخ

ها هو سامر العيساوي ينتصر لقضيته ولوطنه، سيشهد العالم وكتب التاريخ، وتاريخ البشرية بأن هناك سجين فلسطيني حطم الارقام القياسية بجوعه من اجل الحرية، فالعيساوي سيكون القدوة والعبرة لابناء فلسطين من اجل الوصول الى الحقوق المسلوبة، نحن الضعفاء وهو القوي الشامخ المحلق عاليا في سماء فلسطين.
 اكلنا وشربنا ولهونا وكأننا اصبحنا بلا احساس عما يجري حولنا، بينما كان هو يعاند محتلي ومغتصبي ارضه بالصبر على الجوع، وكل هذا من اجل الحرية التي لا تقدر بثمن.
الحرية أو الشهادة، هذا هو كان شعار العيساوي عاشق الحياة والوطن، فهو من عشق  هذه الحرية، ان توقه للحرية كان أكبر من اي جوع، وبصبره هذا كان يعرف انه من الممكن يدفع حياته ثمنا لها، ما اروع هذا الصبر وهذا العناد من اجل الحرية ومن اجل فلسطين الوطن والارض والانسان. فبصبرك وعنادك تكون قد انتصرت على سجانك، لانه لم يقدر كسر تحديك له، ولانك لم تضعف امامه.
ان اصرارك على رفض النفي الى غزة او الى اي مكان اخر قد حير هذا العدو، وحير الذين  كانوا يبحثون عن اي حل يخلصهم من ورطة اسمها العيساوي، ولكن لم يفهموا بان النفي هو تكريس الاحتلال للمناطق التي يسيطر عليها.
فلسطين لا تشبهكم لا تشبه وجه المتخاذلين، فلسطين لا تشبه هؤلاء الذين ادمنوا الانبطاح والاستسلام، والذل والاذعان، انما فلسطين تشبه وجه الشهداء، فلسطين تشبه صمود المعتقلين وصبرهم على نيل الحرية، فلسطين تشبه وجه الامهات الصابرات اللاتي انجبن هؤلاء الابطال.
فلسطين لا تخلد الجبناء، فلسطين لا تخلد المراهنين على استرجاعها من محتليها بالجلوس معهم والمساومة والاستجداء،  ولكن فلسطين تخلد المعتقلين الذين قضوا اجمل سنين حياتهم في السجون، فلسطين تخلد الشهداء الذين دفعوا حياتهم ودمهم ثمنا لها.
كم كنت عظيماً في نضالك وكم انت مخيف لهذا العدو الذي لم يجرؤ على اطلاق سراحك، فحريتك كانت خطراً عليه، هل لهذه الدرجة يخاف العدو من حريتنا وصلابتنا واصرارنا على الحياة.
ان العدو لا يخاف المنبطحين والمستسلمين، فهو يعطيهم حريتهم ويسهل لهم مهماتهم، لانهم لا يؤثرون عليه، فأما انت، كنت شوكة في احلاقهم، فبجوعك أخفتهم، ولم تهمك حياة من غير حرية، وما قيمة الحياة من غير حرية.
ان احد اهم اهداف العدو الصهيوني هو كسر روح المقاومة لدى ابناء الشعب الفلسطيني، فما زال القتل مستمرأ وسرقة الاراضي واعتقال المناضلين، ولم تنجح صلافة وعنجهية هذا العدو في كسر روح المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني.
ولكن الذي يريد منا ان نصمت وان لا نقاوم ليس العدو الصهيوني فقط، وانما ايضا بعض القيادات الفلسطينية التي صمت اذنها، ودفنت رأسها بالرمال من اجل ان لا تسمع، وترى معاناة الاف الاسرى الذين هم ابطال وشرفاء هذا الشعب.
ماذا فعلت السلطة الفلسطينية من اجل رفع المعاناة عن الاسرى، وماذا قدمت الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل، وماذا افاد التنسيق الامني مع هذا العدو، هل اطلقت السلطة الفلسطينية اسيرا واحدا، وما نفع سلطة لا تقدر على حماية شعبها.
اذا كانت هذه السلطة غير قادرة على تحرير اسير واحد من سجون الاحتلال، فكيف  ستستعيد هذه السلطة وطنا اسمه فلسطين، بالرغم من كل الاذعان الذي تبديه هذه السلطة، وعدم ممارسة المقاومة وابداء حسن النية تجاه هذا العدو لم تستطع تحرير الاسير العيساوي وغيره من الاسرى، فأي معنى يبقى لوجود السلطة وقياداتها التي تتمتع بحرية الحركة من خلال بطاقات الVIP الذي يصدرها العدو. 
يذهب الوطن الى مقصلة المحتل اما معتقلا واما شهيدا، وتُسرق ارض فلسطين قطعة بعد قطعة، ونحن نتفرج ونصدق اكاذيب اوباما ونتنياهو عن السلام واقامة الدولة الفلسطينية، وهناك من يلهث وراء المناصب والسلطة الوهمية حيث لا سلطة، واللهاث وراء الميزنيات والرواتب، اما الاحتلال فانه اخر ما يفكر به هؤلاء، وفوق كل ذلك يتم حرمان الشعب من ممارسة حقه بالنضال من اجل ارجاع الحقوق الفلسطينية.

CONVERSATION

0 comments: