إستقلال شر من شتات/ نبيــل عــودة

ثلاثة احدات في الذاكرة من استقلال اسرائيل
بينما تحتفل اسرائيل بمرور 64 سنة على قيامها، وكما في كل مناسبة، استعيد في ذاكرتي الكثير من الصور والذكريات المرتبطة بهذه المناسبة.ومنها ثلاثة احداث لا تغيب عن ذاكرتي ابدا .
اولهما: لقاء مع طلاب يهود ثانويين يساريين وشيوعيين في حدود العام (1960) تفاجأ الطلاب اليهود اننا لا نحتفل باستقلال الدولة. وعبثا حاولنا بمفاهيمنا السياسية الأولية ولغتنا العبرية الضعيفة ان نشرح ما يؤلمنا في هذا اليوم. بعد حوار طويل أشبه بالحوار السفسطائي،او حوار بين طرشان،نجحنا بمساعدة مرشدتنا التي هي أيضا لا تعرف العبرية بشكل مقبول،في ايصال ما يؤلمنا. راودتني فكرة. سألتهم: ما هو شعوركم بمثل هذا اليوم الذي يسمى استقلال اسرائيل؟ كان ردهم متشابها ، الشعور بالأمان والسعادة ان لهم دولة تحميهم وتجعلهم اسوة بجميع الشعوب. قلت لهم فورا اول جملة تيسرت لي بالعبرية : هذا بالضبط ما ينقصنا نحن. واضفت بلغة مكسرة بمساعدة سائر الزملاء العرب والمرشدة: استقلالكم يعني تشريد اكثر من مليون فلسطيني من شعبنا. استقلالكم يعني مصادرة اراضينا. استقلالكم يعني اننا صرنا مواطنين اقل شأنا منكم. استقلالكم يعني ارهاب الحكم العسكري وتقييد حريتنا بالتصاريح.استقلالكم جر علينا كوارث تدمير 500 بلدة عربية وطرد سكانها. استقلالكم يعني مجزرة كفر قاسم رغم انهم مواطنين في دولة اسرائيل مساوين لليهود حسب القانون على الأقل.وربما اضفت نماذج اخرى ليست اقل شانا.
كان ذلك منذ أكثر من نصف قرن والتطورات عمقت حدة النزاع مع الفلسطينيين ومع سائر الشعوب العربية حتى التي وصلت بغفلة من زمن عربي ضائع ( وحتى اليوم كله زمن ضائع)، الى "اتفاقات سلام" مهينة لكل منطق سياسي سليم ، على الأقل بتحولها الى "ثنائية مغلقة" بدون أي علاقة بقضية العرب المركزية.
ثانيهما: في مناسبة استقلال أخرى للدولة، وكان الحكم العسكري يتحكم باستبداد وقمع وارهاب بالأقلية العربية الباقية في وطنها،بدون رقيب تحت مظلة قوانين الانتداب الاستعماري البريطاني لفلسطين . كان الحكم العسكري من نصيب المواطنين العرب فقط، تخضع له  جميع مناحي الحياة وخاصة فرص العمل والوظائف في المؤسسات وحق التنقل داخل الوطن (حتى الى العمل خارج بلداتنا كنا نحتاج الى تصاريح عسكرية محدودة بالزمن والساعة ) وبرز تعسف الحكم العسكري بالتحكم بالتعليم العربي والمناهج التعليمية والتوظيف لسلك التعليم. وارهاب المعلمين، وقد ساد الخوف بين المعلمين من امكانية طردهم من التعليم اذا لم يلتزموا بالتعليم حسب الكتب المنهجية الضعيفة والتافهة والتي تشوه اللسان والعقل.وقد انتشرت في تلك الفترة ظاهرة طرد المعلمين العرب من سلك التعليم، لأن الحكم العسكري لم يعد يثق بتبعية المعلم والتزامه بالبرنامج التعليمي المقرر في دوائره.وهناك معلومات ان ظاهرة السيطرة الأمنية على جهاز التعليم ظلت سائدة بقوة حتى سنوات قليلة ماضية وهناك شكوك اليوم بان جهاز التعليم العربي ما زال يخضع لرقابة أمنية شديدة رغم الإتساع الكبير في مساحة الحرية.وهذه الحرية النسبية لم تحدث في فراغ بل بثمن نضالي كبير.
 لذلك كان الخطر على لقمة العيش مسلطا فوق الرؤوس. وساد وقتها جو كئيب في مدارسنا. وامتنع الكثير من المعلمين عن التعبير عن ارائهم او اضافة معلومات والتوسع في مواضيع الدراسة خوفا من سيف الفصل من العمل، والمؤسف ان هذه الظاهرة لم تؤرخ بشكل يظهر ممارسات الحكم العسكري الذي اطلقته دولة اسرائيل على رقاب الأقلية العربية ، واطلقت يده الحرة حتى بالتضييق على لقمة الخبز للمواطنين بطريقة تعسفية استبدادية وارهاب متواصل لدرجة خوف المواطن من التعبير عن رأي لا يقع جيدا على آذان زلم دوائر الحكم العسكري. وقد تحول بعض المعلمين الى مخبرين رغما عنهم،او استسلاما للأمر الواقع ، وربما بعض الطلاب ايضا اصبحوا عيونا تراقب وتدون وتنقل؟!
ونعود لموضوعنا:
في عشية أحدى مناسبات "الاستقلال" وكنت طالبا بالمدرسة الابتدائية. طلب معلم العربية من صفنا ان نكتب موضوع انشاء بهذه المناسبة "السعيدة للعرب"، وشرح لنا استاذ اللغة العربية (مرغم اخاك لا بطل)كيف "تطورنا وتقدمنا" (وصرنا "اشبه بالانسان"؟) وانتشرت المدارس والتعليم وصار العرب بفضل دولة اسرائيل عمالا في المصانع وفي البناء ، دون ان يذكر ان مصادرة الأرض العربية اجبرت الفلاحين للتحول الى العمل المهني ونقلتهم عنوة من مجتمع فلاحي الى مجتمع شبه مدني مع مشاكل هذا الانتقال القسري وتناقضاته الصعبة على جميع المستويات.
كنت ابنا لوالد شيوعي، وام مثقفة اهتمت بتدريسي اللغة العربية على صفحات جريدة الحزب الشيوعي (الاتحاد)..وصرت قارئا ممتازا منذ الصف الثالث ولم اترك كتابا في مكتبات ابناء العائلة الكبار الا وقرأته حتى ولو لم افهم الكثير من نصوصه،وكنا نعاني وقتها من حصار ثقافي، ومنع الكتب من العالم العربي وكل طباعة كتاب يجب ان تمر على الرقابة العسكرية. سحرتني الروايات والقصص ، وبدأت منذ الصف الرابع في صياغة القصص مقلدا ما أقرأ . ومن هنا  عشقت الانشاء العربي ، ولكن شرح المعلم لم يعجبني ويتناقض مع المعرفة التي نشأت عليها والمعلومات التي بدأت تشكل بداية وعيي السياسي المبكر.فكتبت موضوعا عن النكبة والتشريد واللاجئين ومصادرة الأرض والحكم العسكري، لا اتذكر بالتفصيل ما كتبته، ولكن مربي الصف ، ولم يكن هو نفسه مدرس اللغة العربية دخل بوجه غير طبيعي. ظنناه لوهلة مريضا. وضع حقيبته على المنضدة، والتقط دفترا تبين انه دفتري، وناداني بصوت مخنوق شعرته يكبت مخارج الكلام : نبيل ، خذ دفترك واذهب الى غرفة المدير. عرفت انه دفتر الانشاء. لم افهم السبب، ولكن وجه المعلم وصوته المخنوق ادخلني بحالة خوف. ماذا كتبت حتى يستحق هذا التجهم والارسال للمدير الذي كان يعرف بقسوته وهناك حديث عن تعاونه مع أجهزة الأمن ؟
 هل سُر بما كتبته عن استقلال الدولة؟
استقبلني المدير بصراخ وتهديد لم اعهده ، وللحقيقة شعرت بخوف شديد وارتباك وجف حلقي ولم انبس ببنت شفة. شعرت اني بعد قليل سأُعلق على حبل المشنقة. بعد وجبة الصراخ والتهديد والوعيد والتنويه بالخطر على مستقبلي، فهمت اني كتبت موضوعا يعتبر تجاوزا خطيرا يعرضني للعقاب من الشرطة . ويعرض معلمنا لخطر الطرد من التعليم. وأمرني المدير ان انصرف الى البيت ولا اعود الا مع والدي ليتعلم كيف يربيني.
وصلت الى منجرة والدي ، وكان نجارا مستقلا، وبصعوبة افهمه ابنه المرعوب ما جرى. وما اخرجني من رعبي ان والدي بدأ يتذمر بغضب من المدير وسياسة السلطة الغاشمة واعتقادها ان تشويه الحقائق سيغير من الواقع. وكنت عادة أقرأ قصصي ومواضيعي التي أكتبها على مسامع "جمهوري" العائلي، لذلك كان والدي على علم بما كتبت. قال لي لا ترتعب ليذهبوا الى الجحيم ، يريدون ان يعلموا الطلاب على الخنوع والخوف، ان ما كتبته في موضوعك هو الحقيقة التي لا يمكن تزويرها.
شعرت بالاطمئنان والراحة.
رافقني  في الطريق عائدا الى المدرسة.دخل غرفة المدير وانا مختبئ وراءه.ولم يعط للمدير ان يقول اكثر من جملة : هل انت على علم بالحماقة التي كتبها ابنك؟ فرد عليه: ان حماقة ابني أفضل من تضليل جهاز التعليم وتشويه عقول الطلاب. فقال المدير ان مستقبل الولد سيكون في خطر. فقال والدي بغضب : طز في مستقبله اذا بني على الكذب والتزوير.بالطبع ذاكرتي لا تحتفظ بنصوص دقيقة لما جرى.ولكني اكتب عن مجمل الحدث الذي لم يغادر ذهني كلما كتبت مقالا او قصة وربما ذلك الحادث المترسب في ذهني جعلني حادا في مواقفي ، بل وعنيفا احيانا في نقدي لمواقف ارى انها تفتقد للمصداقية.
وهكذا عدت الى الصف منتصرا ومستوعبا ان الحقيقة يجب ان تقال.
ثالثهما: قبل عقد ونصف العقد من السنين.  وصلت الى مدينة الرملة، في زيارة لعائلة زوجتي والوقت كان عشية ما يسمى "عيد الاستقلال".
لفتت انتباهي اعلانات ضخمة تملأ شوارع الرملة ومداخلها تدعو السكان الى الاحتفال ب "تحرير" مدينة الرملة. وعرب الرملة "المحررة" مدينتهم،والذين يسكنون في احياء مهملة تسمى ب "الغيتو العربي" يقرأون عن احتفالات تحرير مدينتهم.
لست هنا في باب الرد على "رواية التحرير" الصهيونية. ولا تفاصيل النكبة الفلسطينية وحصة الرملة فيها وهي حصة كبيرة جدا. انما ساذهب الى تاريخ الرملة التي "حررت" والتي يشملها تشويه تاريخ الوطن الفلسطيني.  وفي حالتنا قد تتحول الرملة الى هدية أخرى من ابراهيم الخليل لأبناء اسرائيل.
كانت الرملة خلال فترة طويلة خاصة في عهد الدولة الأموية عاصمة للولاية الفلسطينية. ولعل في استعراض التاريخ ادراك ان الغطرسة والاستعلاء هي نتيجة طبيعية للصوصية والتزوير.
بنى سليمان بن عبد الملك بن مروان مدينة الرملة عام (710ميلادية) يوم كان واليا على فلسطين في عهد أخيه الخليفة الأموي الوليد (705 – 715م) وواصل سليمان بناء المدينة بعد ان تولى الخلافة بعد الوليد، ولكنه لم يعمر طويلا.اذ توفي بعد عامين ونصف (717م) ولكنه حول الرملة الى عاصمة الولاية بدل مدينة اللد المحاذية لها.
جاء بعده عمر بن عبد العزيز الذي تابع ما بدأه سليمان من بناء مدينة الرملة.فبنى الجامع الأبيض، واذكر هذا الجامع من ذلك الوقت بناء متهالكا، ولكنه رمم فيما بعد. وقام ببناء "العنزية" وهو مجمع لسقي المعزة.وما زال ذلك الموقع من اجمل آثار الرملة التاريخية، ومن معالمها السياحية الجميلة. والعنزية عبارة عن نبع وبركة ضخمة تحت الأرض، ينزلون  اليها بدرج شديد الانحدار، وبالإمكان ركب قارب صغير والتجديف به في ارجاء البركة.
كانت تنشل المياه من البركة لسقي القطيع، ولكن المكان مهمل نسبيا، وتاريخه مشوه.
هناك رواية اخرى تقول ان العنزية بالأصل هي كنيسة اسمها "سانتاهيلانه"،وهو من الأسماء اللتي يعرف بها الموقع حتى اليوم، بنتها ، حسب الرواية الملكة هيلانه ام الإمبراطور قسطنطين،التي يعتبر دخولها للمسيحية ، ثم تحول الدين المسيحي الى دين امبراطورية قسطنطين، بداية لانتشار عالمي واسع للمسيحية، وقد رُسمت هيلانه قديسة بسبب اعمالها في بناء عشرات الكنائس في الأماكن التاريخية للمسيحية ونشر المسيحية. 
وهناك رواية تقول ان العذراء مريم في طريقها الى القدس هربا من هيرودوس،استراحت في ذلك المكان، وان كنيسة سانتاهيلانه المذكورة غمرت ارضها مياه الينابيع بسبب انخفاضها، وتحولت الى بركة ماء تحت ارضية، بني فوقها مسقى العنزية. وبسبب اهمال دائرة الآثار ، للآثار العربية والاسلامية، لم يتم الكشف عن الكثير من سراديب وطرق وابنية الرملة التاريخية، وظلت مغلقة بالأتربة ولا يجري الكشف عنها، هذا عدا عشرات المقامات والأضرحة الدينية الاسلامية ذات القيمة التاريخية، وأبرزها مقام النبي صالح، ببرجه الشامخ ، والبعض يقول ان اسمه النبي الصالح مع "ال" التعريف. كان وقتها مهملا واشبه بمجمع للنفايات. اليوم نظف واستغلت الأرض لمشاريع بلدية .. وقد علمت ان مهندسة رملاوية تقوم بالعمل على كشف "اسرار" الرملة العربية ومعالمها التاريخية.ولكن يبدو ان المهمة أكثر صعوبة من رغبة شخصية ودافع وطني.
ومن الجدير ذكره ان آخر رئيس لبلدية الرملة قبل النكبة هو الشيخ مصطفى الخيري. ولكن البعض يقول انه يعقوب القصيني.ومهما كان الخلاف فالإثنان هما آخر رئيسان لبلدية الرملة العربية قبل ان "تحرر"  الأول مسلم والثاني مسيحي وتلك دلالة هامة لحياة التآخي والتفاهم التي سادت المجتمع الفلسطيني ومدينة الرملة العربية ، قبل الظواهر الطائفية المقلقة التي بدأت تنتشر اليوم وتزيد مجتمعنا تفسخا.
مدينة الرملة التي "حررت" على آخر زمان، كانت خلال تاريخها الطويل، مركزا للثورات العربية التحررية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وذلك منذ اواخر العصر الأموي وحتى الفتح الصليبي ، أي لفترة تزيد عن اربعة قرون وهذه أهم معالم تلك الثورات.
اول ثورة يحدثنا عنها التاريخ كانت ثورةعام(743م)نصب خلالها الثوار احد ابناء سليمان بن عبد الملك قائدا لهم، وذلك حفظا منهم لعهده، وقد بايعوا ابنه يزيد أميرا للمؤمنين.ولكن الوليد الثالث خليفة دمشق استطاع القضاء على الثورة بمعارك دامية.
بعدها كانت ثورة المبرقع اليماني، الذي انتفض على المعتصم خليفة بغداد عام (841م)وقد هزمت جيوش الخلافة المبرقع وأسرته ونقلته الى سامراء العراق.
حين تولى الشيخ عيسى بن عبدالله الشيباني ولاية الرملة ( فلسطين) قام بجهود مضنية لإقناع المعتمد الخليفة العباسي باستقلال فلسطين. ولكن جهوده فشلت، فتمرد على المعتمد، الذي ارسل الجيوش وقضى على تمرد الشيباني ومحاولته اقامة دولة فلسطينية وطرده من بلاد الشام كلها.
في النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي، والنصف الأول من القرن الحادي  عشر، جرت محاولات كثيرة قام بها آل جراح في سبيل استقلال فلسطين عن دولة الخلافة، وذلك من عاصمة ولاية فلسطين مدينة الرملة.ولكن ثوراتهم وتمرداتهم المتواصلة فشلت في مواجهة جيوش الخلافة العباسية، رغم الفترة الطويلة التي صمدوا بها.
هذا التاريخ يبين ان الشعب الفلسطيني ليس وليد الصدفة،كما تحاول ان تصوره الرواية التاريخية الصهيونية، وانما هو شعب جذوره عميقة بالتاريخ والنضال من أجل الاستقلال. له ثقافته وحضارته الخاصة والتي هي جزء من الثقافة والحضارة العربية. ومن الضروري ان نؤكد ان العرب في بلاد الشام ، كانوا قبل الاسلام بعشرة الاف سنة.
هذه الصور الثلاث تعاودني كلما اقترب ما تسميه اسرائيل عيد الاستقلال. هل حقا هو استقلال حين ندرك انه قائم على الحراب وتطوير اسلحة الابادة الجماعية؟ هل هو استقلال ذلك القائم على العداء للمحيط العربي الذي زرعت اسرائيل داخله بالاعتماد على خطط امبريالية لا ارى  مصلحة للشعب اليهودي بأن يكون أداة لتنفيذها. هل هو استقلال بأن يجري اخضاع الشعب اليهودي ، وليس الشعب الفلسطيني فقط، لأبشع احتلال استيطاني، لا أمان فيه للمستوطنين الا بتواجد عسكري ضخم وقمع متواصل لأصحاب الأرض الشرعيين، وصرف ميزانيات هائلة على مشاريع استيطانية تقود الدولة الى تسانومي عزل سياسي، والأخطر الى سد كل الطرق امام حل سلمي مع الشعب الفلسطيني ومع الشعوب العربية والاسلامية بالتالي؟
انا لا اعرف استقلالا جعل شعبه رهينة للحروبات والعنف والقمع والتمييز العنصري وارتكاب جرائم حرب لم تكشف بعد تفاصيلها رغم مرور 50 سنة على الوثائق السرية حسب القانون ، وجرى تمديد اغلاق الأرشيفات الحكومية لعشرين سنة أخرى مما اثار تساؤلات من اليهود انفسهم عن المعلومات التي تخاف حكومة اسرائيل من كشفها.
لسنا ولن نكون أعداء للشعب اليهودي. بل مقاومين لسياسة الاحتلال الصهيونية . الصهيونية كما قال احد مؤسسيها،كانت هدية اوروبا للشعب اليهودي، ولكني اعارضه بان هذه "الهدية" كانت استراتيجية اوروبية لما بعد الحرب العالمية الثانية، جعلت من الشعب اليهودي رهينة لسياسة قديمة- جديدة، لإبقاء الشرق الأوسط بثرواته الطبيعية ملحقا فقيرا ومتخلفا للنظام الرأسمالي الدولي الذي بدأ للتو حركة نهضة جديدة.
64 عاما بدون ان يحدث أي تقدم نحو الانفراج السياسي تقول امرا واحدا. المشكلة أكثر اتساعا من الموضوع الفلسطيني ، وللأسف الأنظمة العربية الفاسدة، الساقطة واللاحقة، تثرثر حول المؤامرة وهي نفسها أهم نتاج للمؤامرة.من هنا رؤيتي ان مأساة الشعب اليهودي من استمرار الاحتلال لا تقل عن مأساة الشعب الفلسطيني.والتحرر من الاحتلال  هو تحرر للشعبين!!
 وقد بلغ السيل الزبى!!

CONVERSATION

0 comments: