الأمـــل/ أنطوني ولسن


دعونا نبتعد قليلا عن ما يدور على أرض الواقع في وطننا مصر . مصر الأن تمر بفترة زمنية هلامية لا يستطيع أحد أن يتكهن بما قد يحدث اليوم أو غدا . وما قد تسفر عنه الأحداث التي تتواكب على مصر بسرعة وتغيرات لا أحد يعرف عنها شيئا مع حالة من الهيجان الذي يهدد مصر والشعب المصري لا أريد أن أقول بحرب أهلية ، لكن على الأقل سيحدث شغب وإضطرابات الشعب المصري قاسى منها في خلال عام ونيف ما لم يقاسيه خلال كل الثلاثة عهود الماضية .

لذا فكرت في الأمل أن أقدمه لكم لعلنا نعرف موطىء أقدام المسؤولين عنا أين متجهة .

الأمل هو النجم الساطع في سماء البشرية الذي اذا إنطفأ وسقط وهوى ، ضاعت معه انجازات الأنسان واندثرت كل أثارها ومخلفاتها . نحن البشر لا نعيش الا على الأمل . والموت عندنا كشرقيين هو الأمل في قلوبنا المؤمنة وفكرنا ووجداننا في أن تكون لنا حياة أفضل بعد الموت ، من الحياة على هذا الكوكب المسمى الأرض .

يصنع الأمل المعجزات . لأن الأمل هو الحقيقة الظاهرة الملموسة للأيمان بالله القادر . إذا فقد انسان أمام الشدائد والصعاب هذا الأمل ، معنى هذا أنه فقد أعز شيء . وهو الإيمان بالله القادر على كل شيء . وقدرة الله ومشيئته لا حدود لها . ورحمته تشمل كل بني البشر . الطيب منهم والسقيم .

كم من مريض قرر الأطباء أنه قد أنتهى ولا أمل في علاجه من المرض العضال الذي أصابه . لكن تخيب توقعاتهم ويتغلب المريض على هذا المرض ويقال معجزة قد حدثت . المعجزة فعلا قد حدثت بالأمل الذي تمسك به المريض ولم يتخل عنه وظل متمسكا به نورا ينير له طريق الآلام المظلم الذي يسير فيه الى ان يبرأمن مرضه ويعود الى الحياة الطبيعية بفضل الأمل .

كل يائس في الحياة لو تطلع غلى الأمل لأمكنه أن يرى بهجة الحياة وجمالها ، لكنه يغمض عينيه ويبتعد عن الأمل فلا يرى سوى ظلام نفسه البائسة واليائسة. وهذا قد يحدث نتيجة تجربة قاسية يمر بها الإنسان . فتفقده الرؤيا وتخفي عنه نور الأمل . فيتخبط في ظلمات اليأس وتداهمه المخاوف وتجعله يفقد الثقة بنفسه وبمن حوله . وأيضا قد تؤدي به غلى إرتكاب أبشع الجرائم التي يمكن أن يرتكبها الأنسان ضد نفسه والمجتمع الذي يعيش فيه ، فيقدم على الإنتحار . وبهذا يخسر نفسه وكل شيء في الدنيا والآخرة .

بعض الدول الأوربية وافقت على ما أطلقوا عليه " الموت الرحيم " . والذي يعني مساعدة المريض الميؤس من شفاءه ويعاني ألاما قاسية تفشل في تخفيفها كل المسكنات . مثل هذا المريض لو أضيء له نور الأمل ، ما كان في إحتياج إلى هذا " الموت الرحيم " . بل لعاش ما تبقى له من عمر على هذه الأرض مبتسما متحملا الام المرض راضيا قانعا آملا في غد أفضل . غد سوف تشرق فيه شمس المعرفة لتنير للعلماء والأطباء طريق المعرفة لإكتشافات جديدة تقلل من حدة الآلم ، أو تجد له العلاج الناجع لشفاءه وشفاء مرضى الأمراض المستعصية وفقدان المريض لأمل الشفاء .

أعرف أما ، ابنها له سنوات عديدة في حالة ميؤوس منها تماما . فقد الإحساس والإدراك لما يدور حوله ، ولا علاج له . وضع هذا الوضع المؤلم الأم في كل مرة كانت تقوم بزيارته ، مجرد أن تلمس يدها يده ، تدب الحياة فيه . وعندما تحرك أناملها فوق خده ، تنفتح عيناه وإبتسامة مشرقة وهو ينظر إليها ولسان حاله يقول لها ، أنتِ الأمل الذي أعيش من أجله .

تتحدث إليه وتقسم أنه يفهم كل كلمة تخرج من فمها . تعرف كما يعرف الأطباء أن لا علاج له في المستقبل القريب أو يمكن البعيد .

ومع ذلك لم تفكر في إنهاء حياته . ولم يفكر الأطباء في فعل ذلك أيضا . تذهب إلى زيارته كل يوم والأمل الذي يسبقها لزيارته هو أمل أن ترى الإبتسامة في عينيه ، وأن تشعر بأنه يحس ويشعر بوجودها ، وأنه كل يوم في إنتظار زيارتها له .

هذا هو الأمل الذي يجدد الحياة ويجعلها تستمر . فلماذا نفقد هذا الأمل ونصدر قوانين لإنهاء أرواحنا بأيدي محبينا . لو أنحينا جانبا العنصر المالي الذي يتكلفه إبقاء المريض على قيد الحياة لبقي الأمل في علاجه . لوجدنا أن الناحية الإنسانية في بقائه على قيد الحياة هي من الأعمال التي يباركها الله .

لأن الله القادر على المعجزات قد جعل الأمل في الإنسان هو المعجزة التي تأخذه من ظلام الليل الحالك الظلام ، إلى شمس النهار المشرق . وهو الذي يمسح دمعة الأم المحبة لإبنها وتريد له الحياة . وهو منقذ اليائس البائس من الغرق في مآسي الحياة وقسوتها .

فلا تفقد الأمل عزيزتي القارئة وعزيزي القاريء ...

لأن الإنسان بلا أمل ريشة في مهب الرياح ... .

*****

مــن بنـــات أفكـــاري

** أجمل ما في الحياة حلو ذكرياتها ...

وأحلى ما في الذكريات .. أن تنظر خلفك وتحمد ربك على ما أنت عليه الآن .

** خير مجد الأنسان أن يبحث عن السلام داخل نفسه .

** إذا طلبت منك امرأة صداقتها ، معنى هذا أنها تشعر بحبك لها ولا تبادلك هذا الحب . لكن لا مانع عندها من استغلالك بإسم الصداقة ...

** التمتع بالحياة مثل بوليصة التأمين يرتفع ثمنها كلما تقدم بنا العمر ...

CONVERSATION

0 comments: