اطالة اللسان حبسة/ ميساء ابو غنام

 كان ذلك قبل ستة اشهر حين ذكرني في احدى المسيرات الداعمة لمرضى سرطان الثدي،ذكرني بالاسم واعتبرني رمزا من رموز فلسطين،سررت بعد عودتي من دبي عندما رأيت الرابط على صفحتي على الفيس بوك"الدكتور سلام فياض يشيد بي ويقول اخص بالذكر ميساء  غنام والتي هي رمزا للصمود الفلسطيني"....
مرت الايام والتقيته في دار الشروق وبالتحديد في الاسبوع الثقافي للكتاب،بعد انتهاء فعاليات الافتتاح توجهت لاسلم عليه،كان مشغولا بالحديث عن القيادة الفلسطينية وسياستها تجاه الوضع الحالي،وكان هناك مجموعة من الوزراء والصحفيين والمهتمين بسماع تصريحات رئيس الوزراء وطبعا لن تجد من يعترض او يناقش فهذا رئيس الوزراء.................
كان رئيس تحرير جريدتي حافظ البرغوثي حاضرا وايضا اراد ان يعرف الدكتور فياض علي،وبالتأكيد لن يكون التعريف ميساء ابو غنام الاعلامية الفلسطينية المتميزة ،سيكون لامحالة الحديث عن مريضة السرطان وفعلا ما توقعت،وفورا قال الاستاذ حافظ للدكتور سلام،هذه ميساء ابو غنام التي تتحدى السرطان،فقلت تحديته وانتهى،رأيت ابتسامة عريضة على وجهه وسلم علي بحرارة"انا كتير انبسطت اني تعرفت عليك"كانت ملامحه عبارة عن تقدير واحترام وفخر،حينها رأيته رئيسا للوزراء قريب القلب،بسيط جدا لدرجة محيت خطوط المكان والزمان والاعتبارات البليدة للتقسيم الهرمي للدور الاجتماعي والوظيفي،فكان هناك غصة في قلبي اردت اخراجها كما لو انها من بقايا السرطان"بتعرف دكتور سلام انني ارى ان اداء القيادة الفلسطينية ضعيف ولا يوجد لديهم استراتيجية ولا رؤية ولا هناك ابعاد مستقبلية لديهم"وفورا رأيت الصدمة على وجه الدكتور فياض والخوف في وجه الاستاذ حافظ الذي قال"شو دخلك انت في الموضوع خليك بصفحات المراة شو بدك بهالحكي"ورددت فورا "انا لم اضيع ست سنوات من حياتي وانا اتعلم السياسة لاصمت اريد التعبير عن رأيي".
وفورا توقف الجميع صامتين على صوت الدكتور سلام وهو يرفع اصبعه الشاهد ويهددني"اطالة اللسان حبسه...كمان كلمة زيادة باخد اجراء ممنوع اطالة اللسان"كان يهدد وانا ابتسم وفعلا صمت عم المكان......الى ان رأيت الدكتور يضحك ويسلم علي بحرارة"احكي شو بدك انا كتير انبسطت بمعرفتك"....
بعدها توجه للحديث معي صديقي عبد اللطيف البس قائلا"خليهم يحبسوكي شو ما بيعرفو انو الشعب وراك كلنا بنطلع مظاهرات عشانك"فأجبته كم احببت هذا الانسان واقصد الدكتور فياض،احببته على تواضعه وسعة صدره وعفويته وجميلا ان ترى خفة دمه،لذلك ان قرر فياض الدخول في الانتخابات سأصوت له،ليس لانه المدبر المالي للسلطة وليس لانه رئيسا للوزراء  وانما لانه كسر القالب الهرمي في التعاطي مع الاشياء،واعتقد اننا بحاجة ان نقلب الاشياء لتصبح القيادة هي القاعدة وان تخرج من قوقعتها لتلمس الشعب الذي لا ولن يتوافق مع رؤيتها منذ اوسلو حتى الان"نعم انا لا اثق بها ولا بسياستها واتمنى ان يستطيع الشباب اخذ زمام الامور لملأ الفراغ السياسي فنحن بحاجة لقائد من نوع اخر يحتضن حاجات ورغبات الشعب وعلى وعي  بالوضع الذي وصلنا اليه وان يكون قادرا على معالجة الحاضر المزري وقادرا ايضا  على استشراف المستقبل للاجيال القادمة-نحن نريد البديل ارجو منكم التنحي وترك المكان لقيادة شابة".

CONVERSATION

0 comments: