الأسرى يُعلنون خطواتهم ونحنُ ألن نسير على خطاهم؟/ مجدولين حسونة

 نابلس

ندعوا لَهم، نَكتُب لأجلِهِم، ونتضامَن مَعهم، وكل هذا لا يكفي، كل هذه الوقفات الشحيحة لنصرة الأسرى في سجون الإحتلال لن توقف الممارسات العدوانية والقمعية بحقهم، نحتاج لثورة، لإنتفاضة، لعصيان " فقط لأجلهم ".

لا يوجد خبر بحد ذاته أستطيع أن أقول بسببه " إنهضوا "، فالمعاناة يومية، والأسرى أصبحوا دولة تستحق أن نُعلن لها الولاء، وتقصيرنا كشعب كل فرد فيه مُعرض لما تعرضوا له من اعتداءات وإذلال أصبح واضحا ووصل لدرجة لا تليق بتاريخنا النضالي وعذاباتنا التي لن تنتهي إلا بزوال الإحتلال.

منذ أن بدأت الخطوات الإحتجاجية في السجون والتي كانت بشكل غير مُعلن تمهيدا لخطوات فعلية بالتنسيق مع قادة الحركة الأسيرة بالإجماع في كافة السجون، بدأ الصهاينة بالإعتداء على الأسرى وقمعهم والتشديد عليهم، وتجسد ذلك بالاقتحامات المتكررة للسجون كما حصل في سجن عسقلان، والإعتداء بالضرب المبرح والإجرامي كما حصل مع عباس السيد الذي خاطب عالم الأموات "عالمنا" برسالة لم تجد صدى إلا في عالم الأحياء "عالمهم"، فقام على إثرها الأسير حسن الصعيدي بطعن جندي في سجن نفحة انتقاما لعباس السيد وجمال أبو الهيجا وبقية الأسرى.

ليس غريبا أن يتحرك الأسرى للدفاع عن أنفسهم في الوقت الذي ينشغل فيه محمود عباس وزمرته بالتفاوض مع الكيان الصهيوني بدلا من تحويل قضية الأسرى لسيف يُسلط على رقاب العدو، ورفع الموضوع إلى كل الهيئات واللجان الدولية، ومناصرة الشعب المُستعد لفعل أي شيء من أجل حريتهم، لكنهم بدل أن يفعلوا ما ذُكِر، يقمعون الشعب ويضيقون على المقاومة في الضفة الغربية التي باتت أملنا الوحيد في تخليص الأسرى عن طريق أسر جنود وصفقات تبادل مُشرفة، ومن هنا أقول للسلطة :" اتركوا المقاومة تحرر ما تنازلتم عنه ، اتركونا نعيش بسلام لا يشبه سلامكم، وبما أنكم مفاوضين أشاوس يجب أن لا يغيب عن بالكم أن العمل العسكري هو أساس نجاح أي عمل سياسي" .

" سنحيا كراما"، هذا الشعار الذي سيرفعه الأسرى في 17 نيسان للمطالبة بإنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإيقاف كل أنواع التفتيش الاستفزازي، والسماح للأسرى بزيارة ذويهم، وخاصة الأسرى من قطاع غزة، وإلغاء قانون "شاليط".

هذا الشعار يحتاج إلى دعم ومساندة شعبية واسعة من كل فلسطيني كي يستطيعوا مواصلة ما بدأه خضر عدنان وهناء الشلبي، ولا يجب أن ننتظر أكثر، فعشرات الأسرى بدأوا بمعركة الأمعاء الخاوية، معظمهم تدهورت حالتهم الصحية ونقلوا إلى المشافي رافضين فك الإضراب إلا خارج السجون ومنهم حسن الصفدي الذي نُقل إلى مستشفى الرملة الصهيوني بعد 37 يوما من الإضراب عن الطعام، ثائر حلاحلة وبلال ذياب الذين أضربوا تضامنا مع الأسيرة هناء الشلبي، عمر أبو شلال، أحمد نبهان، محمد التاج، جعفر عز الدين، مجدي الكيلاني، مهند عبد الله، فارس الناطور، فارس كركري، أحمد الحاج علي(74عاما، وهو أكبر الأسرى الإداريين)، وغيرهم من الأسرى الذين بضعف تحركنا وقلة حيلتنا تجاههم سنفقدهم لا سمح الله.

هل تريدون مزيدا من الأسماء ! أم تريدون إحصائية لمواقيت الموت القادم إليهم والمنزوع عَنا ولأجلنا !

والله إنني أكتب وأكتب وأكتب علَّ كلماتي تجد صدى في الضمائر النائمة، لكنني بتُ أخشى من ضعف الكلمات التي لا أملك سواها، لأنهم وفي ربيعهم الذي لا يذبل ليسوا بحاجة فقط للكلمات، هم يحتاجون أكثر ، ونحن نحتاج لهم ولوطنيتهم أكثر.

ما يحصل للأسرى هو حدث تاريخي وليس حادث عابر، هم الذين قدموا لنا الزهور بعدما نزعوا منها الأشواك ووضعوها في سنوات عمرهم التي تنزف، ألن ننهض لنروي أعمارهم ونسير على خطاهم ؟

أيها الفلسطيني :" إنهض، وليكُن غضبك بندقية لا شعاراتٍ وخطب، إترك أعين الجبناءِ نائمةً، فنهوضُك لن يُقدرَ بذهب، ونهوضُك نارا ستكوي بها جبروتَ أبي لهب، ونهوضُكَ صرخةً في وجه من فاوضَ ومن نهب، ونهوضُكَ صحوة ياسمين لا تحملُ في شذاها كَذِب، إنهض، فعمليةُ السلام عاقرةٌ والحربُ هي مَن ستنجبُ مجدا للأبد.

أيها الأسير :" إنهض، وإن كانَ كلُ مَن حولِكَ عاجِزونَ ومنافقونَ وخائنونَ ومنتمونَ لزمنِ العُهرِ المُشين، إنهض ، فربما كُنتَ شرارةَ بركان إحتضنَ نَومَهُ تحتَ الأرضِ الآفَ السنين، لملم رفاتَكَ، إكسر قيودَكَ، تحرر من نومِ جفونِكَ، وشَيع نَفسَكَ نحوَ الثأرِ كلَ حين، فالشمسُ لا تغيبُ إلا عن أعينِ الجُبناء، والليلُ مُظلِمٌ مليءٌ بوجوهِ الغُرباء، ومداهُ طالَ على أيدي العُملاء، ولا زِلتَ أملاً ينتَشيهِ المقهورين".

CONVERSATION

0 comments: