رسالة هامة جدا: لا للوصاية من كنائس المهجر على أقباط مصر/ مجدى نجيب وهبة

** خبر تناقلته المواقع الإلكترونية ، نقلا عن جريدة "اليوم السابع" .. عنوان الخبر "الكنائس القبطية بالمهجر تحذر الأقباط" .. أما تفاصيل الخبر .. "أعلنت لأول مرة الكنائس القبطية بكل من بريطانيا ، وإيطاليا ، وألمانيا ، وفرنسا ، وهولندا ، والنمسا ، واليونان ، والمجر .. تطبيق قرار المجمع المقدس بعدم سفر أى قبطى للتقديس إلى القدس .. طبقا لقرار البابا شنودة الثالث ، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ... وحذرت أساقفة الكنيسة القبطية بالمهجر ، وكهنة الكنائس ، الأقباط من مخالفة قرار الكنيسة بمنع زيارة القدس خلال عيد القيامة ، حتى لا يصدر قرار ضدهم ، بمنعهم من التناول ، بعد سفر المئات خلال الأيام الماضية ..
** وقال ممثل الكنيسة القبطية بإيطاليا ، أن هذا موقف ثابتا للكنيسة ومجمعها المقدس .. أما عن الكنيسة الفرنسية ، فقد حذرت سفر الأسر إلى هناك خلال الفترة القادمة ، تضامنا مع القضية الفلسطينية ، ورفضا للتطبيع مع الإحتلال الإسرائيلى ..
** أما الأنبا دميان ، أسقف الكنيسة القبطية بألمانيا ، قال "أن الأنبا باخوميوس ، ملتزم بكافة قرارات وتعاليم البابا شنودة ، بحظر السفر إلى القدس المحتلة ، إلا بعد عودتها للسيادة العربية ، ليدخلها الأقباط والمسلمون سويا" .. وأضاف أسقف الكنيسة القبطية بألمانيا ، أن الذين سافروا لأداء الشعائر الدينية مع بدء جمعة ختام الصوم ، تنتظرهم عقوبة الحرمان من سر التناول !!! ...
** وقال مصدر كنسى أن منع الأقباط من زيارة القدس ، ليس قرارا شخصيا ، بل قرار يدل على موقف الكنيسة القبطية الرسمية ، ولن نفعل شيئا غير قرارات الكنيسة .. وقد أصدر الأنبا باخوميوس بيانا بذلك !! ..
** كما تناول هذا البيان معظم القنوات الفضائية .. وأصدر نيافة الأنبا "مرقس" أسقف شبرا الخيمة ، بيانا بنفس المعنى .. هذا هو تفاصيل البيان الصادر من الكنائس القبطية فجأة بالمهجر ...
** مع كامل تقديرنا وإحترامنا لكل الكنائس فى العالم ، ولكل الأساقفة والأباء الكهنة الذين أدلوا بهذه التصريحات .. إلا أننا نتوقف قليلا للرد على هذا البيان الصادر من كنائس المهجر !!! ...
** أولا .. هذا البيان مرفوض شكلا وموضوعا .. فلا وصاية من كنائس المهجر ، على أقباط مصر .. فالكنيسة الأم هى الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر .. وكل كنائس المهجر خاضعة للكنيسة الأم .. فلا يعقل أن تجتمع كنائس المهجر فجأة لتوجه تحذير لأقباط مصر ..
** ثانيا .. عندما قرر قداسة البابا بعدم زيارة القدس المحتلة إلا بعد عودتها إلى السيادة العربية ، ليدخلها الأقباط والمسلمين سويا .. كان قرارا وطنيا ، فى محاولة من قداسة البابا ، للم شمل الوحدة الوطنية التى كانت تتمزق أوصالها وروابطها بسبب الأحداث الطائفية ، والإضطهاد المستمر منذ عام 1970 ، والممنهج ضد أقباط مصر ، التى لم تتوقف حتى الأن ، .. ومع ذلك لم يستطيع قداسة البابا أن يتراجع عن قراره ، حتى لا يتهم بتمزيق وحدة الصف العربى ، وعدم مناصرة القضية الفلسطينية .. وقد إحترم الشعب المسيحى فى مصر رأى وقرار قداسة البابا ، لما له من مكانة لقداسة البابا فى قلوب كل المصريين ..
** أما عن نفسى .. فقد إعترضت بشدة فى إحدى مقالاتى بمجلة "روزاليوسف" بسبب الإعتذار المشين الذى كان يقدمه كل من زار الأماكن المقدسة على صفحات جريدة "الأهرام" حتى يصفح البابا عنهم .. وأعتقد أن ذلك لم يستمر كثيرا .. فلا يعقل أن أزور قبر سيدى وإلهى ومخلصى يسوع المسيح .. ملك الملوك ، ثم أعود وأعتذر عن الزيارة !!!! ...
** ثالثا .. أين هى هذه القضية التى تتحدثون عنها وعن إحتلال القدس ، فمنظمة حماس هى صناعة إسرائيلية ، وهى التى أمدتهم بالسلاح لمواجهة حركة فتح ، التى تمثل الشرعية الفلسطينية المنتخبة .. وعندما إنشقت منظمة حماس عن هذه الحركة بدعم إسرائيلى ، توقفت مساعى الفلسطينيين عن حل قضيتهم ، وتحولت هذه القضية إلى سبوبة للتربح .. وكلما سنحت فرصة للوساطة ، وحل المشكلة .. خرجت تصريحات حماس ، لتنسف كل طريق للحل .. فهل يظل الأقباط فى مصر غير قادرين على زيارة الأماكن المقدسة لنوال البركة ، حتى تحل هذه القضية التى لا يريد أصحابها حلها .. وفى هذه الحالة فلا أمل لزيارة قبر السيد المسيح حتى نهاية العالم !!!! ...
** رابعا .. هل تناسى المصريون ، أن هناك معاهدة للسلام ، وقعت عليها مصر ، مع دولة إسرائيل .. ومن شاء أن يذهب إلى إسرائيل فى أى وقت يريد ، فليذهب ، ومن شاء أن يرفض ، فليرفض .. أما إذا كان هناك أطراف من القيادة الفلسطينية ترفض أى حل مع الدولة الإسرائيلية ، فلماذا إقحام مصر ، وتحجيم الأقباط عن زيارة الأماكن المقدسة فى قضايا وهمية لا طائل منها ، ولا هدف من إستمرارها إلا جرجرة مصر ، إلى حروب مستمرة للتضحية بأخر جندى مصرى لأجل عيون حماس وفتح ... ثم هل تناسيتم البيان الذى أصدره الأزهر يحث فيه المسلمين على زيارة المسجد الأقصى !!! ...
** خامسا .. أين هى هذه العروبة التى تتحدثون عنها ؟!!! .. قطر التى تحرض على مصر لتدميرها ، ومحاولة تقلدها دور الزعامة ، وهى أصغر دولة عربية وعميلة أمريكية .. أم ليبيا التى إستطاعت أمريكا ، وزعماء حلف الناتو أن يدمروها ويسلموها لبعض المرتزقة ، والذى أطلقوا عليهم "ثوار" .. أم اليمن التى إستولت على بعض مدنها مجموعة الحوثيين ، وحولوها إلى تنظيم القاعدة .. أم سوريا التى يحاولون هدمها وإسقاطها ، والتحريض عليها .. أم السعودية التى تصدر لنا فتاوى السلفيين لتكفير المسيحيين فى مصر .. أم الكويت التى بدأت فى طرد المسيحيين ، وهدم كنائسهم .. أم السودان التى إنفصلت ، وإشتعلت فيها الحروب بين الجنوب والشمال ..
** الخلاصة .. إنه لم تعد هناك لا عروبة .. ولا قومية ، بعد المؤامرة المدمرة ، والتى أطلق عليها "الربيع العربى" .. التى تعرضت لها كل هذه الدول ، وأدت إلى سيطرة الإسلاميين على المنطقة بأكملها ..
** نعود للبيان .. الحقيقة أن هذا البيان هو أول بيان جماعى للكنائس بالمهجر .. الذين لم نسمع عنهم من قبل ؟؟!!
فأين هذه الكنائس ، عندما تعرض أقباط مصر للإضطهاد .. وهدمت كنائسهم ، وحرقت ، وإغتصبت بناتهم ، وأجبروا على الإسلام تحت وطأة الفضيحة والتهديد .. ووقف الجميع صامتا ..
أين هذه الكنائس .. عندما تم الإعتداء من قبل بعض العربان ، على رهبان أحد الأديرة ، وقاموا بتكسير عظامهم ، وسحلهم فى الصحراء ..
أين هذه الكنائس .. عندما قتل رصاص الإرهاب الشاب "أبانوب" ، ومعه خمسة من أصدقائه ، أثناء خروجهم بعد الإحتفال بأعياد الميلاد ، فى مطلع فجر 7 يناير 2010 ، بنجع حمادى !!!. ..
أين هذه الكنائس ، وهؤلاء الأساقفة عندما حدثت المجزرة الإرهابية بكنيسة القديسين بالأسكندرية مع بداية مطلع عام 2011 .. ولم تخرج إلا شبه مظاهرات هزيلة .. وعندما إنتقدناهم ، قالوا أن الأب الكاهن حذر من المظاهرات أو التجمهر .. وقال البعض أن الكنيسة لم تخطرنا بأى شئ ، رغم بشاعة المجزرة .. وكأن ما يحدث فى مصر فى وادى ، والكنائس فى جميع الدول الأوربية وبلاد المهجر فى وادى أخر ... فعلى أكثر تقدير .. إذا خرجت الكنيسة ، وخرج بعض الأساقفة أو الأباء الكهنة ، فلن تزيد المسيرة عن بضعة أمتار ، وعن بضعة دقائق ، ليعودوا مهرولين قبل أن يراهم أحد ..
أين هذه الكنائس .. عندما هدمت كنيسة صول ، وحرقت كنائس إمبابة ، وهدمت كنيسة "المريناب" .. وحكم على كاهن الكنيسة بالسجن 6 أشهر ...
أين هذه الكنائس .. عندما دهست المدرعات الشباب المسيحى الذى خرجوا للتظاهر فى ماسبيرو ، وإستشهد الكثيرين ، وأصيب العشرات .. بل ومن المضحكات المبكيات أن يصدر قرار ضبط وإحضار ، والتحقيق مع كل الرموز المسيحية ، وإسناد تهم إليهم بدلا من البحث عن الجناة ...
أين هذه الكنائس .. من المؤامرات التى تديرها أمريكا .. وتأييدها للإخوان ، بهدف الوصول إلى سيناريو الفوضى الهدامة ....

** جرائم وحوادث إرهابية .. وطرد جماعى للأقباط من منازلهم ، وحرقها ، والإستيلاء على أموالهم .. ولم نسمع عن هذه الكنائس ، ولم يصدروا بيانا واحدا لإدانة أى حادث .. ولكنهم فجأة إنتفضوا ، وصالوا وجالوا ، وأخذتهم الحمية والكرامة من أجل تحذير الأقباط من عواقب الذهاب إلى القدس ، وزيارة قبر السيد المسيح !!!! ...
** هل خرجت هذه الكنائس .. فى يوم من الأيام ، ترفع اللافتات ، مطالبة واشنطن أو دول الغرب ، حلفاء أمريكا ، بأن ترفع أيديها عن مصر .. وألا تدعم الإخوان لوصولهم إلى السلطة؟!! .. بالقطع لم يحدث أى شئ من هذا القبيل .. بل إلتزمت كل هذه الكنائس الصمت والتجاهل!!! .
** لذلك فأننا نرفض وبكل شدة هذا التدخل السافر .. فهو مرفوض جملة وتفصيلا .. فليس هناك أوصياء على أقباط مصر .. أما التهديد بالطرد من الكنائس أو الحرمان من سر التناول ، فيجب أن نكف عن هذه النغمة النشاذ فورا ، وأن نعالج جميع مشاكل الأقباط بموضوعية ، وبكل وضوح .. حتى لا يضطر بعضهم إلى إعتناق الإسلام ، هروبا من تجاهل الكنيسة لكل مشاكلهم ..
** وهنا لا أعيب على قداسة البابا ، ولكن دعونا نقول كما قال السيد المسيح "أعطوا ما لقيصر .. لقيصر ، وما لله .. لله" .. فمصر هى وطننا الذى ندافع عنه ، وزيارة القدس واجب لكل مسيحى قادر على الزيارة .. أما المشكلة الفلسطينية فكفانا مزايدة ، وكفانا ما دفعناه من ثمرة شبابنا فى حروب لا طائل لنا بها ، بإسم العروبة .. فنحن ندفع الثمن ، وغيرنا حصدوا الأموال ، وأصبحوا من أصحاب الثروات والنفوذ بفضل تضحيات المصريين ... فلا يعقل أن نظل نضحى من أجل الأخرين .. والأخرين يضحكون على عقولنا .. كفانا نفاق .. فلا هناك قضية ، ولكن هناك المصالح والبيزنس .. وهناك العديد من أقباط المهجر يذهبون سنويا إلى القدس ، وهم يحملون جوازات سفر دولهم .. ولا تستطيع أن تتدخل الكنائس أو غيرها .. أو حتى مجرد توجيه كلمة واحدة .. فكفانا تسلط على أقباط مصر ، والمتاجرة بمشاعرهم وألامهم ...
** وأقول عن نفسى .. إننى كنت أريد أن أذهب إلى القدس هذا العام ، ولكن لم يسعفنى الوقت .. ولكننى سوف أذهب للقدس العام القادم ، ومعى ملايين من الأقباط .. فلا أوصياء على أقباط مصر .. وكفانا مهانة وذل !!!!!!......
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: