مصر بلا جيش ولا شرطة ولا قضاء/ مجدى نجيب وهبة

** تصلنى ردود عديدة على مقالاتى .. البعض مؤيد .. والبعض معارض .. ففى مقالى الأخير بعنوان "رسالة إلى المجلس العسكرى .. تكلم الأن أو إرحل" .. هناك تعليقين .. قال صديقى "الغراب" تعليقا على المقال ، فى موقع "أقباط دوت كوم" .. "أنا شايف نجمين من الكتاب ، نجمهم أخذ فى السطوع .. الأستاذ مجدى نجيب وهبة ، وذلك بسبب معرفته بالحقيقة ، ووصفه الحقيقى بقوله "لقد صارت سمعة مصر مضغة فى أفواه الكلاب والمتنطعين والمتأمرين والمتطاولين على مصر" .. نعم أنا من هواة التعليقات ، ولكنى لا أجد ما أعلق عليه ، فماذا يقال بعد أن قيل من هذا الجمال والأمر الواقع .. أعتقد أن هذا هو الأسلوب العصرى الذى يتماشى مع أيامنا هذه ، والأمر الواقع " ..
** تعليق أخر لشخص يسمى "markoc" .. علق على نفس المقال ، وقال "حرام يا أستاذ مجدى .. إنت نازل تلطيش فى كله .. مش عاجبك المجلس العسكرى ، ولا مجلس الشعب .. ومش عاجبك نظام الرئيس مبارك ، طيب إيه عاجبك فى الدنيا .. الثورة عاوزة التحرير ، منطقة حرة والإعلام خايف من الناس ومن الثورة .. الأمن والجيش أخلوا الميدان مرارا .. ومن فيه تمسكوا بالبقاء ، وحصلت معركة .. ونزل ألوف من الشباب يهاجموا وزارة الداخلية ، وإتهموا المجلس العسكرى أنه قاتل .. الدولة بقت خايفة من الناس ، لأن لو إتقتل واحد ، الإعلام يهيج الدنيا ، والسلطة دلوقتى أصبحت للإنسان العادى ، وليس لسلطة الجيش ، أوالبوليس ، أوالقضاء  ... الثورة لم تحدث التغيير المطلوب .. الناس الصيع اللى بتقول عليهم ، كان ليهم دور هام فى ضرب البوليس ، وكسر الداخلية .. وبالتالى فهم جزء أصيل من الثورة ، ومن حقهم أخذ المنافع .. بلاش التحامل على الجيش فى كل حاجة ، لأن الأوضاع دلوقتى مختلفة ، والناس أصبح لهم مناعة أمام سلطة الأمن والجيش" ..
** هذا هو نص تعليق القارئ "markoc" على مقالى .. وبعد قراءة التعليقين .. نجد أننا أمام فكرين متناقضين ومختلفين لمقال واحد .. التعليق الأول يؤيدينى لأننى أكشف الحقيقة .. والتعليق الثانى يقول "إنت نازل تلطيش فى الكل .. ثم يعود فى تعليقه ويعترف أن الأوضاع مختلفة ، والناس أصبح لديها مناعة أمام سلطة الأمن والجيش .. ثم يعترف أن الجيش والشرطة حاولوا إخلاء الميدان ، فحدثت معركة بين الشباب والمؤسسات الأمنية .. وإن الإعلام يستغل أى موقف لتهييج العالم ضد الجيش أو الشرطة .. لذلك سأتوقف عند الجملة التى قالها "السلطة دلوقتى أصبحت للإنسان العادى ، وليس لسلطة الجيش أو البوليس أو القضاء" ..
** دعونا نتساءل .. كيف تستقيم أى دولة فى العالم ، بدون المؤسسات الأمنية ، والمؤسسات القضائية .. هل عندما تستأصل وتهان وتسقط هذه السلطات ندعى بوجود دولة ؟!! ..
** هذا ياصديقى .. ويا كل محبى مصر ، ما نكتبه .. أن هناك محاولات مستميتة لهدم مصر ، وإهدار هيبة الجيش والقضاء ، بعد أن تمكنوا من إسقاط الشرطة .. والنتيجة أنهم يسقطون دولة ، وليس نظام .. وهذا هو الهدف من كل ما يدار على الساحة الأن !!! ..
•·        القضاء :
** تم الإعتداء على هيبة القضاء .. وخرج المستشارين على وقارهم .. وإنتشرت الفضائح على صفحات الجرائد ، وقنوات الإعلام ، والبرامج الفضائية ، ومواقع الإنترنت .. وتبادلت الإتهامات ، وكاد القضاء أن يفقد هيبته وقدسيته ..
** فهناك إتهام للمستشار "عبد المعز إبراهيم" ، بالضغط على الدائرة لإصدار قرار يلغى قرار منع سفر بعض المتهمين من الأمريكان ، وهو ما جعل المحكمة تتنحى عن نظر الدعوى .. وتبادل البعض الإتهامات على العلن ..
** هناك ضغوط لإرهاب المحاكم ، وممارسة البلطجة ضد القضاة لإصدارهم أحكام فى صالح البعض ضد أخرين .. فى الوقت الذى يفقد القانون هيبته ، مما يضطر معظم القضاة للتنحى عن نظر الدعاوى ، لإستشعار الحرج .. فالقاضى هو إنسان له أسرة ، تصلهم تهديدات بالقتل ، مما تجعله يؤثر السلامة !! ..
** إستغلال بعض القضاة زمن الإنفلات والفوضى ، لتصفية حساباتهم مع خصومهم .. وهو ما دفع قاضى تحقيق موقعة "الجمل" ، لعمل ضبط وإحضار لمرشح الرئاسة ، المستشار "مرتضى منصور" ، حتى يتم وضعه فى القفص ، إنتقاما منه رغم الإفراج عنه ، وتحويل الشهود إلى متهمين .. فهل يعقل أن يظل يطالب المستشار رئيس هذه الدائرة ، المستشار "مرتضى منصور" لكى يضعه فى القفص ، حتى يحقق رغبة الإخوان؟!! ..
** فى قضية الشيخ "صلاح أبو إسماعيل" .. هى نموذج صارخ للفوضى ، والدمار .. تجمع أنصاره أمام المحكمة ، وهم يهتفون ضد المحكمة ، وضد الجيش ، وضد الوطن .. ورفعوا الأعلام السوداء ، وطالبوا بالدعوة للجهاد والإستشهاد ، لو لم تحكم المحكمة بما هم يريدون .. وأعتقد أن القضاة كان يشغلهم أن يخرجوا من المحكمة سالمين أكثر من شغلهم بالحكم الذى سيصدر ، وظل القضاة فى مكاتبهم حتى ساعة متأخرة من الليل وهم يبدلون قاعة المحكمة للبحث عن مزيد من الأمن والطمأنينة لأرواحهم وسلامتهم .. وقد إستطاع القضاة والمستشارين أن يفلتوا من المطب ، عندما أعلنوا أن الحكم الصادر هو وقف تنفيذ قرار وزير الداخلية السلبى ، بالإمتناع عن منح المرشح لرئاسة الجمهورية ، حازم صلاح أبو إسماعيل ، شهادة من السجلات الرسمية بوزارة الداخلية ، بخلوها من إكتساب والدة "أبو إسماعيل" جنسية أى دولة أجنبية .. وقالت المحكمة "أن المستندات المقدمة من وزارة الداخلية تحوى بيانا رسميا قاطعا بحصول والدة "أبو إسماعيل" على جنسية أجنبية ، إلا أنها إستندت على بيانات تفيد دخولها إلى مصر ، عام 2008 / 2009 بجواز سفر أمريكى .. فى حين خلت مستندات الداخلية وبإقرارها من سمة بيان يفيد إثبات تجنس والدة أبو إسماعيل بأى جنسية ...!!
** فهل يعقل أن تقام نظر الدعوى فى تلك الظروف فى مجلس الدولة ، وليس لديهم مستند واحد قدم لنظر صحة الدعوى .. ألم تحصل المحكمة على المستندات من وزارة الخارجية ، ومن السفارة الأمريكية .. ما هذا الخوف الذى أصابنا؟!!! ..
** نعم .. لقد إهتز القضاء .. فهل يعقل إذا أصدر القاضى حكما ، لا يصب فى صالح المتهم ، أن يفاجئ بالهجوم عليه ، وربما قتله وإهانته .. فأين الأمن الذى يوفر للمتهم محاكمة عادلة ، ويوفر للمجنى عليهم حماية ؟!! .. لقد ظلت الجلسة منعقدة بالأمس حتى لساعة متأخرة من الليل ، ليس بسبب نطق منطوق الحكم ، ولكن بسبب كيف تخرج المحكمة من هذا المأزق .. الذى ربما يقود إلى الإعتداء على المحكمة ، وقتل المستشارين .. لأن القانون الذى يفرض لحماية القضاء ، تم إخفائه وإسقاطه !!! ..
•·        ميدان التحرير :
** هل أصبح مرتع لكل البلطجية ، للهروب من الأحكام الصادرة ضدهم ، وتحويل أجمل ميدان فى القاهرة إلى خرابة هائلة؟؟!! ، ثم تغير إسمه من ميدان التحرير إلى ميدان "التركيع والإنكسار"؟!! .. ثم ماذا تتوقعون بعد الإفراج عن أحد المتهمين فى حرق المجمع العلمى ، ليقول أن الثورة الجديدة سترفع شعار "الحرية أو الدم" .. ثم ماذا تتوقعون بعد إهانة الجيش المصرى ، والإعتداء على جنوده فى "السلوم" ، ومحاولة تحكم البلطجية فى الحدود بين مصر وليبيا؟؟!! .. وهى حدود مصر .. وليس التحرير ... ثم تنطلق دعوات لمحاولة ضبط النفس ، وبعد سقوط قتيلين ، يرفض أهالى السلوم دفن أبنائهم إلا بعد حضور "المشير" ، وتقديم الإعتذار !! ..
** ماذا تتوقعون بعد المهزلة التى تحدث فى برلمان لا ينتمى لمصر بأى صلة .. إنهم جماعة من تنظيمات إرهابية ، ظلت إلى هذا الوقت محظورة .. ثم إنطلقت فجأة بعد خداع الجهلة والبسطاء ، ليدغدغوا مشاعرهم بالحرية والرخاء .. وإذا بهم لا هم لهم إلا تصفية حساباتهم مع النظام السابق .. وإدانة كل من عمل فى ظل نظام مبارك ، وتفصيل القوانين لتحقق أهدافهم ، وسيطرتهم على مصر بأكملها .. من برلمان إلى دستور إلى رئاسة الدولة إلى الحكومة .. فهم فصلوا قانون فجأة للعزل السياسى ، وذلك بسبب ترشيح اللواء "عمر سليمان" لرئاسة الجمهورية ، وإنطلقت حناجرهم من داخل البرلمان يهيلون التراب على سيادة اللواء ، ويؤلفون الإتهامات ، وإنبرت أصوات مجلس المصاطب والمصالح ، الإخوة فى النضال ، للإعلان عن ثورة جديدة ، إن لم يتراجع اللواء "عمر سليمان" عن ترشيح نفسه .. وينطبق هذا الأمر على كل من الفريق "أحمد شفيق" ، والمستشار "مرتضى منصور" .. بل وكل من يقف أمامهم .. فهل هذا هو مجلس الشعب الذى يعبر عن أمال 85 مليون مواطن مصرى .. أم هى كارثة بليت مصر بها ، حتى بعد أن حكمت المحكمة الدستورية العليا بعدم صحة اللجنة التأسيسية للدستور من مجلس الشعب .. عاد نفس المجلس العجيب فى إصرار غريب .. غريب .. غريب ، يدعون القوى السياسية لعمل جمعية تأسيسية جديدة ، وتحديد ضوابط لتشكيل هذه الجمعية .. وهذا يعنى أنه "بالعافية وبالبرود وبالإكراه .. إحنا وراكم" .. وسنتدخل فى تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور ...
** ويعود بعض رموزالإخوان .. المرشح "سليم العوا" ، يطالب بضم 20 نائبا فقط للجمعية ، وهو الأسلوب الذى يبدأون به ليتسللوا بالتدريج ، والعودة مرة أخرى لتأسيس الدستور ..
** أما عن المرشح "عمرو موسى" فقد صرح بتاريخ 12/4/2012 ، أن الحالة فى مصر أصبحت "سداح مداح" .. والإخوان المسلمين يهددون بالنزول إلى الميدان ، لمواجهة ترشيح "الجنرال" عمر سليمان على حد زعمهم ووصفهم !!! .. والعودة لنغمة الفلول لتهييج وإثارة الشارع ، ضد المرشحين ، والدعوة لتشكيل فريق رئاسى ثورى .. وهى نفس النغمات التى كان يقودها الإخوان قبل الإنتخابات البرلمانية الأخيرة ، لتحقيق أهدافهم ، وهم يحملون الشعارات الدينية ، ويذيعون الأناشيد الوطنية التى لا يؤمنون بها ، وكأننا فى حالة حرب ..
** إنه فيلم هندى .. يجيده جماعة الإخوان ، برئاسة "عصام سلطان" ، و"محمد البلتاجى" ، و"صفوت حجازى" ... ومعظم أعضاء الجماعة .. فهل تنجو مصر فى ظل هذه الفوضى التى أصبحنا نفتقد فيها إلى القرار الصارم ، من المجلس العسكرى .. أو فرض الأمن من قبل الشرطة المصرية .. أو عودة هيبة القضاء مرة أخرى إلى الدولة ؟!! .. أم نظل فى هذه الفوضى التى لن تنصب إلا لصالح فصيل جماعة الإخوان وأتباعهم .. ونقول على مصر السلام !!! ...
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: