المؤتمرات الصحفية لنواب الازمة العراقية!/ محمد الياسين

لم اجد ما اصطلح به عليهم افضل من " نواب الازمة " فهم بالفعل نواب ازمة ، ليس بالمعنى الجيد ، وانما  يفتعلون الازمات فيقتاتون عليها دوماً ، من مهازل البرلمان في بغداد لمن يتتبع مؤتمرات اعضاءه الصحفية يجد ان الفاظهم وكلماتهم فيها لا تتعدى السب والشتم وكيل الاتهامات والتخوين بين بعضهم للبعض ، وجميعهم يتفقون فيها على وجود أزمة سياسية تجمعهم ويتحدثون عن ضرورة إيجاد حلول وردية لها ، لكن لا نلمس من انفاسهم " الطيبة جداً " معاناة المواطن اليومية ، ولم المس لمرة واحدة اشارة حقيقية لمعاناة المواطنين ، لا عتب على الاعلام اطلاقا فلولا مهنية بعض وسائل الاعلام في نقل الخبر والمعلومة لما تعرفنا على وجوه نواب الازمة وقدراتهم " الفنية " في تشخيصها ! ، اتمنى ان يتحدث اولئك النواب عن سفراتهم الى خارج العراق واقاماتهم مع عوائلهم في دول الجوار واوربا وعن الليالي الحمراء وسهرات السمر التي يقضيها البعض منهم " وهُم معروفين " ، وحجم المبالغ النقدية و" ارقامها الفلكية " التي تنفقها خزينة العراق عليهم ويتحمل اعباءها الكارثية المواطن العراقي .
فأن كانوا نوابا شيعة حقا الا يقتدون بامامنا علي ابن ابي طالب كرم الله وجه بما كان عليه من زهد وحرص على اموال المسلمين؟! وان كانوا سنة الا يقتدون بعمر ابن الخطاب رضي الله عنه بما كان عليه من زهد وحرص على اموال المسلمين ؟! ..فأين هم من سيرة أولئك العظماء ، وأين هم من مخافة الله  ، وأين هم من بطشه  وانتقامه ؟! .عذراً أيها القارئ العراقي الكريم على التوصيف وليس المقارنة فليس بينهم وبين اولئك الرجال اي وجه للمقارنة وانما  هو فضح وكشف لحقائق لم تعد خافيه  على احدا منا وادعاءاتهم الكاذبة بالاقتداء بهم وبزهدهم وعفتهم وطهارتهم .
وعذراً مرة اخرى على استخدام مصطلحات كريه واشدها كرها وبغضاً الى نفسي ، لكنهم من وضعوا انفسهم مواضع الدفاع الزائف عنها و يفخرون بطائفيتهم المقيته ، وحتى في ذلك هُم كاذبون ، فليست سوى مبررات للعب بعقولكم وقلوبكم وشد انتباهكم لثرثراتهم وتحريك عواطفكم اتجاههم لاستمرارهم بنعيم ثروات العراق وشعبه..!!!.
دائما الكثير من الاسئلة تراودني  اشارككم اليوم بعضاً منها : فمن اولئك القوم ؟! احقاً يمثلوننا ؟!، ام يمثلون انفسهم ؟! ،هل ينصتون بجدية لمعاناتنا ،ام يبحثون عن مصالحهم فقط؟! هل يحملون مشاكلنا وهمومنا محمل الجد ، ام يشغلهم عنها التفكير بزيادة ارصدتهم وشراءهم الفلل والشقق والسيارات الفارهة خارج العراق بأموال الشعب ؟! هل يمثلوننا حقا؟! ام يمثلون دولهم الراعية  ؟! ، هل تفكرون حقا بإعادة انتخابهم مرة اخرى ؟! ام ستبحثون عن فقراء اخرين على شاكلتهم تغنونهم بدخول البرلمان ؟!
دعوتي هنا الى الاخوة الاعلاميين العراقيين الشرفاء ان يعدو برامج وثائقية عن حجم المصروفات التي تنفقها الخزينة العراقية على نواب الازمة في دول اقاماتهم ، وكشف اوضاعهم المادية قبل دخول البرلمان وبعده ، وحياة الترف التي نعرف جانبا منها لبعض منهم والتي يعيشونها خارج العراق وما خفي كان اعظم واعظم ...
فهو واجبا انسانيا ووطنيا واخلاقيا عليكم كعراقيين اولا ، و مهنين ثانيا، وحقا لابناء شعبكم  ان يطلعوا على حجم فساد من يدعون تمثيلهم في برلمان الازمات والكوارث .

CONVERSATION

0 comments: