ثوارت الفجر والأيادي البيضاء/ خالد الأسمر

فاض حقلي ببأسي،
خلتني حراً،
خانتني ذاكرتي،
سئمت خواتمي،
خوابي الخمر،
خذلان الغزلان.

شحت ثورات الفجر،
غابت الأيدي البيضاء،
الشموس الواعدة انطفئت،
الغُلاة المقلين في الوداد،
يحصدون حقولاً من ناراً وغبارا.

المشاؤون في النميمة نالوا
ما يشاؤون من سر الوشاية،
المرأة تنظر مرآة المرارة،
كل الأطفال شاحبوا الظل،
كل الشجر والنبات والحجر
تتأكل ونهش الزمن ثنايها،
ثواني العمر ماضية في
سيل جارف وخريف زاحف.

لا مشيئة حرة لعبودية
تطلق صيحة النجدة
في نهاية المطاف حين
لا يسعف الكلام سيف الطغاة.

الصواري الملطخة بالدماء
تغسل وجه المحيط.
انهار من لبن وعسل
ترفل في قاع قميم.
اماني القبرة
ان ترى الكون مقبرة.

عرش الساخطين يستفيق،
سفه السفاكين خنجر
ذو حدين: مقصلة ومجازر.
السالكين الى السراط
المستقيم يسقطون في الهاوية.

المساكين سكتوا عن قول الحق،
مخافة ان يأكل الجراد
الأخضر واليابس.
مخافة ان لا ينالهم
حظ عظيم من الحنطة.

السالمون السالمون
 هم هولاء الناؤون
عن السراء والضراء،
هم الجنود المجهولون،
الغرباء المهاجرون
صوب أصقاع أرحب
من ديار عاد وثمود.
من ثمار مُر المذاق،
من زوار الفجر والعادون.
من سقم لا يرويه ماء زليل.
من انشودة لوطن ضاع
في مهب الريح هباءٌ منثورا.

CONVERSATION

0 comments: