الأنبار/ أسعد البصري

الرجال الذين يعيشون في الظل ، الرجال الذين يأكلون قمامة الحضارات ، الراحلون إلى الأبد نحو حتفهم ، الرجال الذين يبحثون في الملاهي الليلية عن حبيبة سكرانة ، الرجال الذين يتحدثون اللغات الأجنبية في شوارع لم تعرفها طفولتهم ، الرجال الذين يمسحون مؤخراتهم بالورق الرخيص حتى تلتهب ، الرجال الذين يبتلعون حبوب الكآبة ويراقبون الله يذبح الزمان تحت أفخاذهم ، الرجال الذين يبتاعون القهوة من الجدار ويبتلعون هزيمتهم بصمت ، الرجال الذين يكتبون الخراء و يطبعونه ويسمونه شعرا ، الرجال الذين لحسوا مؤخرات البرازيليات والكوبيات حتى تجرحت ألسنتهم ، الرجال الذين يعضون أصابع الله من الندم ، لا يمكن أن يعثروا على شيء .... الرجال الذين هربوا من الحرب تقتلهم نجاتهم ...... وحدهم الرجال الشجعان في الأنبار ، الذين يغتسلون بالرمال التي أنجبتهم يعرفون قيمة الزمن ، الرجال الذين ينجبون أبناءهم باسم الله من الرحم المبارك ولا يبصقون فيه ، الرجال الذين يصعدون إلى الله على رؤوس ملائكته ..... الرجال الشجعان وحدهم في الأنبار يستحقون الملاحم البابلية القادمة ، البدو العراة الرعاة تحت الشمس يقفون على أطلالنا جميعا بهذه القصيدة الفريدة المعلقة على الكعبة ...... الحرية هي الوجدان واحترام الذات ، الحرية هي هذا الصوت الذي يمزق الضلوع والحناجر ، الحرية هي هذه الرصاصة التي تثلج الصدر . آه .... ما أبعد الأنبار وما أقربها .

CONVERSATION

0 comments: