خالد مشعل: لا مرحبًا بك في غزة/ د. أحمد محمد المزعنن

في سياق المراجعة النقدية الدائمة لمعارك الشعب الفلسطيني ضد عدوه اليهودي المغتصب لأرضه ووجوده ،والمحتل لقلوب قسم كبير ممن ينتسبون إليه متمثلين في جواسيس سلطة أوسلو اللعينة وأتباع وأشباه خالد مشعل ومن يسيرون في دربه المثير للشكوك والريبة منذ ظهوره على مسرح القضية الوطنية بمسرحية محاولة تسميمه في مدينة عمان ،ثم بالدور المريب في قتل الشهيد محمود المبحوح في غزوة دبي الشهيرة،حتى مذبحة غزة الأخيرة التي بدأت باغتيال البطل أبو محمد القسام ثم الجرحى والمصابين والشهداء والتدمير الممنهج للبنى الأساسي في القطاع الصامد.
في هذا السياق نقول لخالد مشعل : يا خالد مشعل :لا مرحبًا بك في غزة !وذلك للأسباب التالية:
1.   بعد أن طرد وشلته من دمشق توجه إلى الدوحة عاصمة قطر ، وهناك جرت مسرحية لقائه واتفاقه مع رأس جواسيس أوسلو محمود رضا عباس مرزا ،والدوحة حاليًا – وليس ذلك سرًا – مركز من مركز الحركة الصهيونية المتسترة خلف المشاريع المالية والأنشطة الاقتصادية ،وغني عن التعريف أن الولايات المتحدة حليفة وحامية اليهود تتخذ من قطر مقرًا لأكبر قاعدة حشد ودعم إستراتيجي ولوجستي لأساطيلها وقواتها ،ومستحيل تصور وجود هذا الدور دون أن تكون الدوحة مقرًا ومركزًا لأجهزة الاستخبارات وعلى {أسها الموساد اليهودي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ،وكل الأجهزة الحليفة والتابعة الخادمة للأمن اليهودي أولاً ثم للأمن الأمريكي في إطار لعبة الأمم ،وفي آخر القائمة يأتي الأمن القومي العربي والوطني.
2.   مستحيل أن يكون ظهور خالد مشعل في الخرطوم يخطب وينظر في نفس الوقت الذي كانت جماهير الهل في غزة تودع بطل الأبطال الشهيد أحمد الجعبري (أبو محمد)يرحمه الله ، دون أن يكون ذلك رمزًا إعلاميًا مقصودًا بأن دور أبطال المقاومة في طريقه إلى الانزواء ليعلو صوت الدراويش المتحالفين مع جواسيس أوسلو الذين يمهد لهم خالد مشعل ونبيل شعث ليدنسوا أرض الكرامة والطهر في غزة الباسلة.
3.   وهنا نطالب خالد مشعل بأن يكشف الدور الحقيقي له ولبعض العناصر التي رافقت الوفد القطري المرافق لأميرها في زيارته لغزة،يجب أن يرتفع صوت الهمس الحالي الذي يحاول أن يربط بين بعض التصرفات المشبوهة وبين المكيدة التي راح ضحيتها البطل قائد القسام ورفاقه في العدوان الإجرامي اليهودي،فهل كانت ملايين الحمدين وعواطف وإنسانية الشيخة موزة المسند مقدم دية للشهيد البطل الذي يشرف رؤوس جنوده وشعبه ، ويحط من قدر رؤوس المتآمرين على القضية الوطنية من اللاهثين وراء الملايين مشبوهة المصدر والغاية أو من الذين يعقدون صفقات التسوية التي تحمي سلطة جواسيس اوسلو اللعينة من الخونة المارقين المتجرين بدماء شعبهم ،تلك الملايين التي جعلت إسماعيل هنية يبالغ في إكرام ضيفه بأن يقود سيارة المرسيدس المقلة للأمير بنفسه وسط شعور بالبهجة والتألق والزهو الشخصي في الجو الاحتفالي الذي بدا أنه قد أعد له منذ مدة.
4.   هل كانت مذبحة غزة الجديدة خطوة ضرورية في الخط الانهزامي الخياني الذي التقى فيه خالد مشعل وخطه وأعوانه من العملاء الدراويش مع محمود رضا عباس مرزا وشلة جواسيس سلطة أوسلو اللعينة ؟
5.   أي نخونة يحملها نبيل شعث الذي كدنا ننساه في زحمة تطورات القضية في تزامنها وترابطها مع ما حدث ويحدث في مصر من تطورات مؤسفة صادرت دماء الشهداء ،وبددت إنجازات الثورة الشعبية ، وخلطت الأوراق ،وازدحمت بالأحداث بشكل جعلها تنشغل بهمومها الحزبية الضيقة عن الإنجازات والاستحقاقات المطلوبة من أي نظام منتخب يأتي في أعقاب ثورة شعبية صادرها تيار واحد ،وتعجل قطاف ثمارها وجعل ما يعرف بالربيع العربي سبخة أو قيعان جرداء لا تمسك ماء ولا تنبت زرعًا وهو مثل من لا يرفع بالإسلام رأسًا ،ولم يقبل هدى الله الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ؟
6.   وفي هذا السياق جاء خالد مشعل إلى مصر ،وربما كان ذلك في سياق رتبه الشيخ القرضاوي ومريدوه ، فقربه من غزة قربًا متزامنًا مع تقاربه مع جواسيس أوسلو على اعتبار أنه بطل إسلامي جهادي يمثل مقدمة للإخوان المسلمين الذين رتبوا الهدنة بين الفصائل ومعها حكومة حماس وبين العدو اليهودي الإجرامي المغتصب للوطن .
7.   وفي هذا السياق يمكن فهم المرحلة التي توصلت إليها سلطة أوسلو اللعينة على المستوى الدولي الذي شرعن الظلم والاحتلال عندما أنشأ هذا الكيان اليهودي الإجرامي .
8.   وفي هذا السياق نسأل محمود رضا عباس مرزا وجوقته من الجواسيس والخونة المقموعين المهزومين في رام الله :أين ستقيمون الدولة الموعودة؟هل في نيتكم العودة إلى غزة لتمثلوا عليها ما سبق تمثيله من مهازل على زمن السلطة في عهد محمد عبد الرؤوف القدوة (ياسر عرفات )وأعوانه من رموز الفساد ؟ وماذا عدا عما بدا ؟ أنتم لم تتغيروا لا شكلاً ولا مضمونًا ؟ وكل حملة الدعاية التي تنظمونها حاليًا استثمارًا للقرار الأممي الشكلي لن يغير من صورتكم الفاسدة النحسة ، لا بدولة ولا بغير دولة ؟ أنتم أيها الخونة من مكن لليهود في الجزء الشرقي من الوطن (ما يعرف بالضفوة الغربية )،وأنتم من حرضتم مرارًا على ضرب غزة ،وفي رقابكم الآثمة أرواح ودماء الأبرياء من الشعب البطل في الحربين اللذين شنهما اليهود على شعب غزة،ولن تنمحي آثار جرائمكم في قمع المقاومة في الضفة ،ولا في حملات التشويه المتعمد للمقاومة في غزة في سابقة لم تتكرر في تاريخ نضال الشعوب ضد المحتلين .
9.   وأين فلاسفة الخيانة والفساد والانهزام : أحمد قريع ، الطريقي، ياسر عبد ربه ، محمد رشيد الكردي ،وابن عناية ، إلى آخر سلسلة تجار القرارات الرئاسية التي كانت تنهال على الفاسدين وأقربائهم وعارفهم ، ووأين كافة الذين كانوا يحيطون بياسر عرفات أينما حل َّ،والذين تبدووا واختفوا مثل سرب الخفافيش عنما يطلع عليه ضوء النهار ؟ثم تمثلون مهزلة التحقيق في تسميمه ، وتعلقون كل وساخاتكم على شماعة الاحتلال ،فحتى لو كان اليهود قد سمموه فعلاً ،فمن منكم يجرؤ على التلفظ بكلمة واحدة لإدانتهم ،ولكم سوابق في حفظ ماء اليهود في مهزلة تقرير حقوق الإنسان بعد حرب الكانونين.أنتم حلفاء من الذهب لليهود المحتلين ، ودوركم الرئيس هو حفظ أمنهم ، بهذا تنطق مواثيق أوسلو اللعينة ،وصمة العار التي لطخ بها قريع وياسر عبد ربه ومحمود عباس وجه القضية الوطنية الطاهر .
10. وختامًا نسأل : هل هذا ما ينساق إليها الدراويش في حماس بدفع من الإخوان المسلمين الذين وصلوا إلى السلطة في تونس ومصر وجزئيًا في ليبيا؟وهل هو ما جعل خالد مشعل يتألق في المؤتمر الصحفي الذي عقده بالاشتراك مع البطل الدكتور رمضان عبد الله شلح قائد حركة الجهاد الإسلامي ؟
11. وإذا كان الجواب بنعم ،نقول فليفرح اليهود في هذه المرحلة التي سيحكم فيها بلاد المسلمين أولياء الله وأحباؤه المحسوبون على منهج محمد صلى الله عليه وسلم العدو الأكبر لليهود ، والقائد الأعظم الذي حطم أساطيرهم ، وكشف أحقادهم ،ومسح باطلهم بالحق المبين الذي جاء به ، وطردهم من جزيرة العرب ، وأكمل طردهم من خليفة خليفته أمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه ؟
 12.   يا خالد مشعل لا مرحبًا بك في غزة الأبطال ، وكفاية عليك الضفة وقطر وبعض مصر ؟ وتذكر أن غزة : غزة حقيقية، بل غزات في قلب كل يهودي مجرم أو فاسد تاجر متآمر درويش أو جاسوس !!!
هذا والله تعالى أعلى وأعلم ،وصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم .(...والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .)(سورة يوسف 21)

CONVERSATION

0 comments: