باب الشمس .. رمز للمقاومة والتحدي الفلسطيني..!/ شاكر فريد حسن

جريمة اخرى تضاف الى سلسلة الجرائم الوحشية ، التي تقترفها وترتكبها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني الرازح تحت نير الظلم والقهر والعسف والحصار التجويعي . فقد اقدمت هذه السلطات فجرهذا اليوم ، على اقتحام قرية" باب الشمس" وليدة النشأة  شرق مدينة القدس ، التي اقامها نشطاء المقاومة الفلسطينية من الخيام على اراضي الزعيم ، التي ينوي الاحتلال مصادرتها بهدف توسيع رقعة المستوطنات السرطانية ، وقامت بهدم هذه الخيام المنصوبة والاعتداء على نشطاء المقاومة واعتقال عدد كبير منهم.
ان قرية "باب الشمس" المستمد والمستوحى اسمها من رواية الكاتب اللبناني المتفلسطن الياس خوري ، التي تستحضر فلسطين ادبياً ، وتحكي قصة النكبة والتشريد والصمود والنضال الفلسطيني وتطلعات شعبنا نحو المستقبل ، جاءت بمثابة رد فاعل وتحد واضح من رجالات المقاومة والنضال الفلسطيني من جميع الفصائل، لقرار الحكومة الاسرائيلية باقامة ما يزيد على 3الاف وحدة استيطانية في اطار المشروع والمخطط الاستيطاني المسمى "آي وان" الرامي الى ربط مستوطنة "معاليه ادوميم" مع القدس الغربية ، مما يعني عزل القدس الشرقية ، عروس فلسطين وزهرة المدائن، وتجزئة الضفة الغربية الى شطرين.
والواقع ، ان "باب الشمس" هي النموذج الساطع والحي للمقاومة الشعبية السلمية الفلسطينية . انها قرية الصمود والتحدي والتصدي البطولي الجماعي الفلسطيني لعنجهية الاحتلال وممارساته التنكيلية ومشاريعه الاستيطانية ، وتاكيد جديد على صلابة الموقف السياسي الفلسطيني وتمسك شعبنا بحقوقه الوطنية المشروعة ، وتعبير عن الرفض الفلسطيني لكل مشاريع التصفية والتهويد والمصادرة والاستيطان  الكوليونالية .
 ما جرى في "باب الشمس" ما هو الا صورة مضيئة ومشرقة للكفاح الشعبي البطولي السلمي ضد الاحتلال ، وابتكار هذا الاسلوب النضالي الجديد باقامة هذه القرية ، يشكل خطوة نوعية ورائدة في درب المقاومة والنضال السياسي والدبلوماسي والشعبي ، ويعطي زخماً قوياً في مواجهة غول النهب والسلب والمصادرة ، والوقوف في وجه العاصفة والتحديات الراهنة ، التي تفرضها الظروف الموضوعية التي يعيش في ظلها شعبنا المتعطش للنور ومعانقة الشمس.
ان هدم الخيام في قرية "باب الشمس" واجلاء المرابطين فيها وتفريقهم بالقوة ، ماهو الا دليل ومؤشر على فزع الاحتلال من هذه الخطوة السلمية الجديدة ، وتوظيفها في خدمة الدبلوماسية الفلسطينية لفضح النوايا الاسرائيلية المبيتة، وكشف حقيقة الاحتلال في الدوائر والمنظمات الدولية واروقة الامم المتحدة، ولن يكون نهاية المطاف في معركة تثبيت الحق الفلسطيني المشروع . فشعبنا سيواصل معركته الشعبية ونضاله السلمي والسياسي دفاعاً عن الحرية والاستقلال الوطني وحق العودة واقامة دولته المستقلة. وستظل "باب الشمس" بوابة وعنواناً للصمود والتحدي، ورمزاً للكفاح والمقاومة الشعبية والوطنية النوعية في التصدي لكل المشاريع التهويدية والتوسعية الصهيونية للارض الفلسطينية . وستشرق شمس الحرية عاجلاً ام اجلاً على ارض فلسطين .

CONVERSATION

0 comments: