الاعجاب والثقة بالنفس مابين الحقيقة والسراب/ إيـــمى الاشــــقر

  الهدف من البحث :
 فى خلال حياتنا اليومي  وعلاقتنا الشخصية او العملية بالاخرين من افراد المجتمع نجد العديد بل الكثير من الشخصيات التى ترى فى ذاتها صفات ليس لها وجود او ربما تكون موجوده بالفعل لكن بدرجه اقل بكثير مما يحاولون ابرازه  ,ومنهم من يحاول إعطاء نفسه قيمة ومكانة تجعله متميزا وعلى درجه أعلى وأرقى من المحيطين به وعلى العكس محاولة الإقلال والتحقير من قيمة الاخرين وخاصه اذا كانوا الافضل ولديهم من المميزات ما يجعلهم الاكثر رقيا , وايضا من هم يكثروا من الحديث عن انفسهم وعن مميزاتهم التى تكاد لا يكون لها اى وجود فى الحقيقة ودرجة اعجابهم بانفسهم لا تليق ابدا بواقعهم ولكنها تحاكى صوره وهمية مرسومة بمخيلتهم المريضه وليس لها اساس الا فى عقلهم الباطن لمحاولة تجميل الحقيقه او إعطاء المحيطين ايحاء انها بالفعل الحقيقة التى لا شك فيها وذلك إما محاولة من الفرد التخلص من إحساسه بالنقص او بالفعل هو يرى نفسه فى صورة  لا يراها الناس وهؤلاء من تربوا على مبدأ الايحاء النفسى باشياء ليس لها اساس الا فى عين من قاموا بتربيتهم وتنشئتهم الاجتماعية  .
 أسباب الإعجاب بالنفس والشخصية الغير سويه :
  التنشئة الاجتماعية الغير سويه والقائمة على اساس الايحاء النفسى
  المدح والاطراء المستمر والمبالغ فيه والتمييز عن الاخرين
  الاهتمام المبالغ فيه والتمييز فى فترة الطفوله من منطلق التدليل والحب
  التنشئة الاجتماعية التى ينتج عنها شخص غير سوى نفسيا
  إحساس الفرد بالنقص ومحاولة تجميل او اخفاء الحقيقة
  خفة عقل الفرد وافتقاره  للرجاحه وعدم قدرته على رؤية الحقيقه بموضوعية
 عينات البحث :
اجريت البحث على عدد كبير جدا من الشخصيات وجميعهم مشتركون فى الاسباب والدوافع مابين الاحساس بالنقص ومحاولة تغطيته والظهور بالشخصيه الكامله امام المجتمع او التربيه والتنشئة الاجتماعية القائمة على اساس الايحاء النفسى ولذلك اكتفيت بتلك العينات كأمثله توضيحية  وحتى لا يكون هناك تطويل يسبب ملل للقراء .
العينه الاولى :
انثى , حاصله على درجة البكالريوس , العمر 28 ليست قبيحة الملامح ولكنها على درجه عاديه جدا او اقل من العادى , تميل الى العظمه والفخامه والاستعلاء والتكبر فى التعامل مع الاخرين , تحاول الظهور بصورة الشخصيه القويه المثقفه المتميزه , تتعامل مع احدى زميلاتها هى دون غيرها فى العمل بغباء وسوء تقدير ودائما تحاول ان تعطى لها ايحاء انها لا شىء وان هى الافضل منها او مثلها كما تحاول ابراز مميزات تعرف انها موجوده فى تلك الزميله مدعيه انها تتسم بها وبدرجه اعلى منها
تحليل العينه الاولى :
شخصيه ضعيفه مهزوزه تخشى من الاخرين وخاصه اذا كان لهم سيطرة او سلطة فى العمل وتقع هى تحت رئاستهم , قدراتها العقليه ضعيفه جدا ولذلك فهى تشعر بانها وصلت الى درجه غير عاديه ومتميزه حينما حصلت على البكلريوس , اما بالنسبه لزميلتها التى تتعامل معها باسلوب سىء وذلك لن زوج ( العينه الاولى ) كان قد سبق وتقدم لخطبتة زميلتها وهى قابلت الطلب بالرفض القاطع معلله انه ليس من مستواها الاجتماعى وهناك اختلاف كبير فى البيئه والتنشأه الاجتماعيه بينهم ,و لانها مثقفه جدا وقدراتها العقليه عاليه ومتميزه , تجيد التحدث بلباقه , تجيد لغه اجنبيه , على قدر عالى جدا من الذكاء الاجتماعى مما جعلها محبوبه ومرغوب فيها من ناحية جميع الزملاء المحيطين بها وجميع الزملاء فى مجال العمل الذى يجمعهم معا ولذلك فهى تشعر بالنقص الشديد من ناحيتها وترى انها بها مميزات لا توجد فيها ولذلك تحاول جاهده اظهار امتلاكها لمثل هذه المميزات وتتعامل معها باسلوب به اهانه وتقليل من قيمتها لتعطى لها ايحاء نفسى بانها اقل منها وانها هى الافضل منها .
 العينه الثانية :
انثى , حاصلة على مؤهل متوسط , العمر 33 عام , موظفه , ليست جميله ولكنها صاحبة بشره بيضاء وقوام ممتلأ مما يلفت اليها الانظار , فشلت فى علاقتها الزوجيه اكثر من مره نظرا لسوء قدرتها على التعامل مع المواقف الحساسه وسوء اختيارها وضعف اساسه فى مرات اخرى , ترى انا صاحبة كرامه وكبرياء ومكانه اجتماعيه مرموقه دون الاخرين , ترى ان السبب فى الفشل يرجع الى الطرف الاخر لكن هى معصومه من الخطأ وليس لها اى ذنب من قريب او بعيد فى الفشل , تسىء التعامل مع الاخرين لكن لا تقبل الاساءه اليها بابسط التصرفات , تهوى التقليل من قيمة الاخرين والاستهزاء بهم والسخريه منهم , ابراز نفسها فى صورة المثقفه التى على درجة علم ووعى عاليه وخاصه عندما تلاحظ ان الشخص المتحدث معها مثقف ودرجة معلوماته عاليه , تهوى وتستمتع كثيرا فى اعطاء الاخرين ايحاء بالنقص واشعارهم بالضيق , تميل الى مد يد العون الى الاخرين فى المواقف التى تستدعى ذلك وبدرجه كبيره جدا تجعل الشخص يشعر بفضلها عليه و بعد ذلك تتعامل معه على انه ملكيه خاصه لابد وان يكون تابع لها ينفذ رغباتها بلا تردد او تفكير وبدون ان يضع كرامته وكبريائه فى الاعتبار .
تحليل العينه الثانية :
نظرا لانها تعمل فى وسط افراده ينتمون لبيئه ريفيه فيها مقياس الجمال بالبشره البيضاء والجسم الممتلىء لذلك  تعتقد وهما انها جميله ولانها تهتم بمظهرها وملابسها مما جعلها مختلفه ومتميزه عن باقى زملائها الذين هم او الغالبيه العظمى منهم من مجتمعات ريفيه بسيطه جدا مما يجعلها تعطى لنفسها الحق فى الاستهزاء بالاخرين وبمظهرهم وملابسهم , نظرا لانها فشلت فى علاقتها الزوجيه مما تسبب فى خلق عقده بداخلها وتركيبة نقص تجعلها تشعر بانها اقل من الاخريات و التى كلا منهن لديها اسره وزوج واطفال وذلك يجعلها تحاول عمدا طول الوقت ان تعطى لهم ايحاء بالنقص والاستهزاء بهم وبمستوى معبشتهم المتواضعه ,ولانها حاصله على مؤهل متوسط ولن تسمح لها فلسفتها فى الحياه باستكمال دراستها ولانها كانت ترى ان الحياه استمتاع ولهو فقط ولم تكن محبه للدراسه وتحصيل العلم مما خلق بداخلها احساس بالنقص من ناحية المثقفين واصحاب العقليات المتفتحه ولذلك تحاول دائما الظهور بصورة المثقفه والاستعراض بشكل واضح جدا بمعلومات حصلت عليها بالصدفه من خلال احد الاصدقاء او البرامج وخاصه اذا كانت تتحدث مع احد الاشخاص المعروف عنهم انهم على درجه ثقافيه عاليه , لان والدها يعمل فى وظيفه مرموقه لها مكانتها الاجتماعيه هذا جعلها تتخذ وظيفة والدها نقطة ترتكز عليها فى الاستعراض والاستعلاء على الاخرين لذلك تحاول اعطاء الاخرين ايحاء بالنقص الشديد لتغطى على احساسها هى بالنقص لانها تفتقر الى اشياء كثيره بالنسبه لهم وتعوضها بالتباهى والتفاخر بوالدها .
 العينه الثالثة :
انثى , حاصلة على درجة البكالريوس , العمر 31 عام , طويلة القامه بشكل غير مناسب للانثى وصاحبة قوام غير متناسق , ملامحها الى حدا ما تعتبر مقبوله الا انها خاليه من الجمال , قدراتها العقليه ضعيفه جدا لدرجة انها كانت تجتاز السنوات الدراسيه بصعوبه ولم تكن موفقه فى جميع الاعوام , ترى انها جميله جدا , لطيفه وتتمتع بخفة الدم وصاحبة شخصيه متميزه , تمدح نفسها وترى صوره ليس لها اى اساس من الحقيقه لدرجة انها ترى ان مستحضرات التجميل واذا كانت الوانها غير جميله عندما تضعها على وجهها سيتحول اللون الى لون مثير لاعجاب الاخرين !! لا ترى فى نفسها عيوب وتنتقد الاخريات من حيث الشكل والمظهر
تحليل العينه الثالثة :
جاءت الى الدنيا بعد اكثر من 19 عاما وذلك لان والدتها بعدما انجبت شقيقتها الكبرى لم تتمكن من الانجاب لاسباب قدريه الا بعد مرور 19 عام , ولان والدها توفى وهى لا تزال صغيره جدا حاولت والدتها ان تعوضها عن الحرمان من الاب بالحب والتدليل والافراط فى الاطراء والمدح بشكل مبالغ فيه اى تعاملت معها وبشكل غير مقصود اطلاقا بمبدأ الايحاء النفسى فاصبحت الحاله ترى نفسها فى صوره ليس لها وجود الا فى عينيها وعين والدتها التى قامت بتربيتها وهنا لعب الايحاء النفسى دور قوى جدا وفعال فى تكوين شخصيه تتسم بالثقه بالنفس والاحساس بالتميز والانفراد ولكن هى مجرد صوره صنعها الايحاء النفسى تحاكى الوهم ومجرد سراب ليس له اساس فى الواقع ولا يمت للحقيقه بصله اطلاقا .
الاستنتاج :
  احساس الفرد بالنقص يجعله يلجا الى الايحاء النفسى كوسيله لاقناع الاخرين بعكس الحقيقه وتغطيتها بغطاء اجمل واقوى يوارى حقيقته السيئه اوالضعيفه.
  احساس الفرد بان حقيقته مخجله او مثيره لسخرية الاخرين يدفعه لرسم شخصيه اخرى بحقيقه اخرى ذات مقام رفيع تحظى بانبهار الاخرين
  خفة العقل وضعفه يجعل الفرد الذى تربى على الايحاء النفسى يستمر طيلة حياته دون ان يحاول الوقوف امام الحقيقه والابتعاد عن الموضوعيه فى التفكير وتقيم الذات وكذلك نظرته للاخرين
  عدم رغبة الفرد وتكاسله عن محاولة تصحيح مكانته وتطوير ذاته يجعله يظل مرتكزا على مبدا الايحاء النفسى لذاته وللاخرين بصوره وهميه لتغير الواقع فى اطار وهمى بعيدا عن الحقيقه و الذى يتطلب الارهاق و الاجتهاد وكذلك جهاد النفس
الوصايا :
  لكل ام واب يجب عليكم عدم الافراط فى المدح والاطراء فى ابنائكم مهما كانت درجة الحب والعاطفه التى تحيا بداخلكم لهم بل محاولة اعطائهم ثقه فى انفسهم ولكن فى اطار واقعى موضوعى حتى لا تكون النتيجه شخصيات غير سويه تعد بمثابة شخصيات هستيريه مريضه ترى حقيقه ليس لها وجود الا فى مخيلتهم فقط مما يثير نفور او كراهية الاخرين ورؤيتهم فى صوره غير محموده .
  الاطلاع على القواعد الشرعيه فى المدح والاطراء ومحاولة فهم وادراك المعانى العظيمه التى وردت فى الكتاب والسنه النبويه الشريفه فيما يخص هذا الموضوع او غيره فالدين الاسلامى الحنيف هو بمثابة منهج اجتماعى اخلاقى ترباوى فى المقام الاول .
  الانسان الذى يشعر بالنقص يجب عليه ان يحاول جاهدا تغير نفسه والارتقاء بها بدلا من ان يحيا طوال عمره فى صراع مع نفسه والاخرين .
  تحليل ودراسة
إيـــمى الاشــــقر
 للتواصل عبر الفيس بوك
http://www.facebook.com/pages/%D9 /177203479086157?ref=hl
 المدونة :
http://emyalashkar.maktoobblog.com

CONVERSATION

0 comments: