الشعب الوثني/ أسعد البصري

ليس المثقف موضع شك
بل السياسي موضع شك دائم
رجل الدين موضع شك دائم
المثقف رسالته واضحة الوقوف مع الضعيف
مهما كان هذا الوقوف مكلفا و مدمرا
إذا كنت مبدعا حقيقيا
لابد أنك تعلم بأنك لا تحترق
جدك إبراهيم من قبلك لم يحترق
من منا يستطيع تحطيم الأصنام ؟؟
إن هذا الصنم الوحيد الذي تهوي عليه فؤوسكم
هو في الحقيقة إبراهيم
طويل القامة واسع الصدر يسمع السماء ويذبح أبناءه
تم إعدامه في عيد الأضحى ذكرى إبراهيم أيضاً
اقتربوا مني ولا تتدافعوا هكذا على جبل الظلمات
أنتم شعب وثني كئيب
قتلتم إبراهيم بسبب الحنين إلى أصنامكم الحقيرة
إيراهيم الجميل الذي ارتكب أخطاء قاتلة في سبيلكم
لقد سمح لكم بعبادته لكي لا تبكوا كثيرا في الليل
سمح بكل تلك التماثيل والأناشيد السخيفة
كان يقول لي كل مساء
خذ الفأس يا صاحبي و حطمني
لكنه كان عاليا جداً و حجره أسود
طَلَبَتْ منه الآلهه تحطيم نفسه في العاصفة
رغم كل ما حدث بعد ذلك الإعصار
ما زلنا نمقت اليوم الذي رأيناه فيه
صار الشعب ينظر في دجلة ويبصق في المياه
ذلك البصاق الذي تحول فيما بعد
إلى جُثث عمياء تطفو في الليل
لم نحتمل وجوهنا بعد ذلك
لأنها لا تشبه إبراهيم
إن بقاء رجل واحد حياً من الأسطورة يهدد بانتشارها
لهذا نختبيء حتى تكتمل الحكاية في قلوبنا
ليكن ضريح صدام حسين
أكبر من ضريح الخميني
مزارا للقوميين العرب
الطائر الأسود العملاق
الذي فوق جثة صدام حسين
يحط يوما على بغداد
لقد أوذي العرب كثيرا في الثأر الصفوي
سيسجل التاريخ للقوميين في العراق
أنهم قدموا قتيلا بعد قتيل بلا شكوى بلا بكاء
لم يؤسسوا أدباً ذليلا للشكوى والبكاء
يبادون عن آخرهم بصمت ورفعة رأس
الأرض لمن يزرعها
وقد زرعها العروبيون بالشهداء
(( وأمس مرةً أخرى حلمت
رأيتُ هولاكو معلقاً
وفي يديه قلب
رأيته يبصقُ في كتاب
وحوله كان رفاق البعث يهتفونْ
جاء الحساب فلتمتْ
يا مجرمَ القرونْ )) / حميد سعيد

CONVERSATION

0 comments: