كونوا أو لا تكونوا.. هذا يومكم/ أنطوني ولسن

عامان مضيّا بعد ثورة الشعب المصري الذي صمم على إزاحة حكم طال أمده وقلّ فعله أخذاً مصر إلى مستنقع الفساد والخراب تاركا طيور الظلام تعشش في أفئدتهم وعقولهم وجعلتهم ينشرون الفساد مرتدين عباءة الدين .
عامان مضيّا ولا أمل لمصر والشعب المصري بعد أن تم الألتفاف حول شباب الثورة وإختطافها منهم ومن البلاد أيضا . فهل من مقارنة بين ما قبل العامين وما بعدهما ؟
لا أحد ينكر الفساد في جميع مؤسسات الدولة على الصعيد الحكومي ، والإفساد الذي أحدثته جماعة الأخوان في الشارع المصري الذي تغير180 درجة عن ما كان عليه ما قبل ثورة 1952 التي امتدت حتى حكم السادات والتأثير السلبي الذي خلخلَ الوحدة الوطنية بين أبناء مصر ، إن كان بين المسلمين والمسيحيين ، أو بين أطياف أصحاب الدين الواحد . وأهم ما حدث في تلك الفترة الزمنية هو هذا الكم الهائل من الكراهية التي تغلغلت في قلوب المصريين الذين أصبح لا هم لهم سوى التجريح في الأخر الذي كان بالأمس القريب شقيق وطن وبدأ التفكيك للوحدة الوطنية التي كانت تربط بين أبناء مصر من شمالها إلى جنوبها ، ومن شرقها إلى غربها .
إزداد الشقاق وإتسعت رقعته وعاد التاريخ بمصر إلى قرون التخلف والرجعية وأصبح المواطن المصري مهدداً في الشارع وفي بيته وعمله ولقمة عيشه .
لا أحد يهتم بالوطن أو المواطن بالقدر الذي يهتمون فيه بسرعة إصدار قوانين التحكم والتسلط في عباد الله ، وتفكيك مصادر الوطن والإتجار بها كما فعل الرئيس المخلوع ومن معه في الحكم . هكذا هم يفعلون . الرئيس وعائلته ورجاله المقربين كان جُلّ همّهمْ جمع المال بكل وسيلة وطريقة وبيع أراضي ومؤسسات مصر للشاري آيّ ان كان الشاري . المهم أن يشتري ويدفع الحصة المتفق عليها لتدخل جيوب مجموعة لصوص مصرالحكام دون الأهتمام لا بالشعب ولا بمصلحة مصر . بنوا القصور والمنتجعات وعاشوا عيشة لم يحلم بها حاكم في مصر في أي عصر أو عهد . فكانوا يستحقون القول عنهم بأنهم الأباطرة الجدد في مصر . رأينا وسمعنا عن من يموت من الجوع وهو واقف ليحصل على رغيف العيش المدعوم . من يخدش حياؤها بسبب التحرش أثناء ركوبها ترام أو سيارة . يموتون بالمئات في عبارة لا صيانة لها ولا إهتمام بأرواح الناس . وبيعت مصر والشعب المصري بأبخس الأسعار . والكثير والكثير جداً من التجاهلات لأشد حاجات الأنسان المصري الفقير الذي إزداد فقراً ، ومتوسط الحال الذي صار فقيرا وكلاهما لا يجد قوت يومه . إستمر الحال من سيء إلى أسوأ وكانت النهاية معروفة . صحوة شعب أراد أن ينفض من على كاهله تراب النسيان والفقر والجوع والضياع فصرخ صرخته في الخامس والعشرين من يناير 2011 بصوت عال مدوي قائلا إرحل .. إرحل .وتحقق له ذلك ورحل مبارك وكل حاشيته . بل تم القبض عليهم ومحاكمتهم وإصدار الأحكام عليهم بالسجن البعض منهم بالمؤبد .
بعد عامين من ينظر إلى مصر يشعر أن لا شيء قد تغير إلى الأحسن . أو حتى صارت لديه قناعة ببصيص أمل . رأينا من يحكم مصر بعد ستة أشهر من توليه سدة الحكم صنع في البلد ما صنعه مبارك في 30 عام . لقد تغلب الشيطان على رئيس الشياطين فباع ما تبقى من مصربما فيه السويس لمن يدفع . رفع أسعار المعيشة ثم أجل ذلك إلى شهر يوليو بعد أن يتم إنتخاب مجلس " النواب " . يا للغباء والإستهتار بعقول المصريين . ومن أغرب الأشياء هذا الخبر الذي أذيع وتداولته مواقع التواصل الأجتماعي .

بداية ثورة الجياع
بدء تطبيق الخبز ببطاقه التموين في بورسعيد وطوابير طويله
الفرد 3 ارغفه في اليوم وان عدي اليوم راحو عليك
ولو عاوز زياده الرغيف بـ 35 قرش
بالله عليكم 3أرغفة في اليوم الواحد وان عدى اليوم ربما لوقوف المواطن في طابور طويل وعند وصوله الى المكان يخبرونه بإنتهاء التوزيع فيضيع عليه حقه في الثلاث أرغفة وعليه شراء الرغيف بـ 35 قرش .
يوم الجمعة 25يناير هذا العام 2013 هو يوم الشعب وليس يوم الحكومة فهل سيتماسك الشعب المصري ومعهم من يطلقون على أنفسهم " جبهة الأنقاذ الوطني " ويطالبون ما طالبوا به في25 يناير 2011 ويصرون علي مطلبهم ؟
لأن هذا اليوم هو يومكم ولن يتكرر . فهل أُناشدكم بهذا القول ؟
كونوا أو لا تكونوا
هذا يومكم ...

CONVERSATION

0 comments: