أيها النائمون فى القبور .. أفيقوا وإستيقظوا/ مجدي نجيب وهبة

** رغم كل المآسى التى يعيش فيها الشعب المصرى ، ورغم كل الكوارث التى أحاطت بنا بعد نجاح المؤامرة والسيناريو الذى نصبته العاهرة "أمريكا" لإسقااااااط مصر ، ورغم كشف وجوه كل المتآمرين على هذا الوطن البائس .. إلا أنه للأسف الشديد ، فمعظم الشعب المصرى مازالوا صامتين ونائمون فى القبور .. يتلذذون بجلاديهم ، ويتباهون بالفوضى ، ويسايرون الإرهاب ، ويكذبون على أنفسهم ، ويتوهمون أنهم حققوا ثورة مجيدة ، تدرس فى جامعات واشنطن وباريس ولندن .. بل تمادى بعض البلهاء والأغبياء فى سرد القصص الوهمية عن إمتلاك الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" أموالا فى البنوك الأجنبية تقدر بـ 200 مليار دولار .. ولأننا شعب أدمن أكل الكشرى ، فبالطبع خرج الجميع يصفقون للدكتور "محمد محسوب" ، الوزير السابق ، وأحد أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور .. فهو صاحب هذا التصريح الجهنمى ..
** هذا الوزير قبل إطلاق هذه الصواريخ الفاشينكية ومنحه مكافأة بإلصاق العديد من المناصب له .. لم يكن سوى أستاذ جامعى فى أحد محافظات الدلتا .. لم يكن الوزير السابق د. "محمد محسوب" ، هو صاحب الصواريخ الفاشينكية فحسب .. بل أطلقت هذه الصواريخ من دول أوربية عديدة ، وتصريحات فيسبوكية ، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ، والإتحاد الأوروبى ، وبعض الدول العربية المتأمركة مثل دويلة قطر بالوعود السخية لدعم مصر ماليا وإقتصاديا ، وستتساقط الدولارات على الشعب المصرى عقب سقوط حكومة "مبارك" ... أوهام وأكاذيب وخداع مارسه جماعة الإخوان المضللين تساندهم أمريكا بالأكاذيب الفاضحة التى أطلقها المعتوه أوباما ، حتى تمكن الإخوان من السيطرة على مفاصل الدولة .. وتسلم د. "محمد مرسى العياط" كرسى الرئاسة ، لتبدأ سيناريوهات الفوضى الهدامة .. وتنكشف الأكاذيب .. فالجميع بتحريض من أمريكا إمتنعوا عن منح مصر أى مساعدات .. ومبارك لا يمتلك سوى مبلغ 6 مليون جنيه مصرى ، فلا مليارات ولا قصور ولا ثروات .. ولكنه جمع هذا المبلغ طوال سنوات عمره فى العمل بالقوات الجوية ثم تعيينه رئيسا للدولة ، ويضاف عليها الخدمات والبدلات والمكافأت .. ولكنها أكاذيب وخداع ومكر وأوهام روج لها الإخوان للذين يعيشون فى القبور .. الذين حلموا بالحرية فلم يجدوا سوى القهر وتكميم الأفواه .. حلموا بالأمل فلم يجدوا سوى اليأس والخراب .. حلموا بالثروة فلم يجدوا سوى الفقر والإفلاس .. حلموا بسيادة القانون فلم يجدوا إلا الظلم والفوضى ، وتلفيق القضايا ، وإرهاب المحاكم ، وضرب القضاة !!...
** هل يعقل أن يظل هذا الشعب حبيس المقابر .. صامت مثل الأموات .. يترك مصر فريسة لكل الخونة والسفلة والمتآمرين .. هل يظل هذا الشعب مغيب ، فاقد الإحساس والوعى ، تطمس هويته ولا يتحرك .. تنهب مؤسساته وثرواته فلا يحرك ساكنا .. تهدر كرامته فلا يثور .. يقتل ويسحل فى القطارات وفى الميادين وتحت أنقاض العقارات ، فيحمل موتاهم إلى مثواهم الأخير فى صمت !! ..
** هل يظل هذا الشعب صامتا على ما تفعله أمريكا فى مصر .. والشئ المقزز والمثير للإشمئزاز أن مصر تنزف دما ودموعا ، ولا تجد من يدافع عنها .. بل الكارثة والمصيبة والنكبة التى نعيش فيها أن كل من يدافع عن حرية هذا الشعب وكرامته ، ومن يدافع عن هذا الوطن هو خائن ومرتد .. ويجب أن يعدم فى ميدان عام !!..
** هل يظل هذا الشعب مغيب عن معنى كلمة "تطبيق الشريعة الإسلامية" بمفهوم جماعات إرهابية ودموية .. ولها ماضى وحاضر مرير ، ملئ بالقتلة والضحايا .. فالجماعات السلفية أعلنت معارضتها لرئيس الجماعة د. "محمد مرسى العياط" ، لأنه حتى الأن لم يطبق الشريعة ، وبعض البلهاء يعتقدون أن هناك خلافات جوهرية بين السلفيين والإخوان ، ولكن الحقيقة أن كل شئ يتم بكل دراسة وعناية .. فالإخوان والسلفيين وحماس وحزب الله وتنظيم القاعدة ، جميعهم وجوه عديدة لعملة واحدة قبيحة ..
** عندما أعلن الرئيس السودانى "النميرى" عن تطبيق الشريعة الإسلامية .. قام بإعدام الصوفى "محمود محمد طه" .. وفى العراق وبذات المنطق ، قرر تنظيم القاعدة بقيادة "أبو مصعب الزرقاوى" ، مصرى الجنسية ، إعدام السفير المصرى "إيهاب الشريف" فى بغداد لأنه سفير لدولة الكفار .. وقد شاهد الجميع عبر شريط تم تداوله فى كل وسائل الإعلام ، كيف تم ذبح السفير "إيهاب الشريف" كالخروف وسط تهليل وتكبير هؤلاء الإرهابيين والقتلة .. وهم يرددون "الله اكبر .. الله أكبر" !!...
** عندما تم إغتيال الدكتور "فرج فودة" رغم أنه لم يرتكب أى جريمة ضد الإسلام ، بل هو عارض الدولة الدينية ، وحدث خلاف بينه وبين الشيخ "صلاح أبو إسماعيل" .. عندما أصر الأخير على أسلمة حزب الوفد .. بينما أصر فودة على علمانية الوفد ، مما إضطره للإنسحاب ، وتكوين حزب جديد بإسم "المستقبل" .. وبعد ذلك تم إغتياله من قبل إثنين من جماعة الإخوان المسلمين بإطلاق الرصاص عليه وهم يستقلون دراجة بخارية أثناء خروجه من مكتبه بشارع الميرغنى ..
** وعندما قدم المتهمين للمحاكمة .. قام الشيخ "محمد الغزالى" بالدفاع عن القتلة فى المحكمة ، رغم ما نشر عن سماحة الشيخ "محمد الغزالى" وإعتداله .. وكان أول المرحبين بعملية الإغتيال هو المستشار "مأمون الهضيبى" ، رئيس جماعة الإخوان المسلمين أنذاك ، وهو المفترض أنه رجل قانون !! ..
** فى واقعة أخرى .. قام الشيخ "محمد الغزالى" بتكفير رائد القصة المصرية "نجيب محفوظ" بعد كتابة روايته الشهيرة "أولاد حارتنا" .. وحاول أن يحرض الراحل جمال عبد الناصر على إعتقال الأديب .. وكانت نتيجة فتواه ، أن هاجمه بعض المتطرفين الإسلاميين ، وعندما سئل أحدهم ، هل قرأت قصة "نجيب محفوظ" ، فكانت الكارثة أنه لا يعلمون عنها شيئا ، ولكن معنى تكفير الأديب هو إباحة دمه !! ..
** تكرر نفس السيناريو مع د. "نصر حامد أبو زيد" ، بل وقام البعض برفع دعاوى أمام المحاكم لتكفيره والتفريق بينه وبين زوجته .. مما دعاه إلى الهروب من مصر ومعه زوجته ..
** فى الكويت .. حكم على "أحمد البغدادى" أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت ، بالسجن بدعوى الإساءة للدين ، بسبب مقال نشر عن التعليم الدينى ، وليس عن التعليم الإسلامى .. كما صدر عام 2000 حكم ضد الكاتبة "ليلى العثمانى" بتهمة كتابة أدب يتضمن عبارات تخدش الحياء العام ..
** فى تونس .. إتهمت حركة النهضة التونسية ، الكاتب الجزائرى "العفيف الأخضر" بسبب كتابة "المجهول فى حياة الرسول" ،بالتجديف ضد النبى ودعت إلى قتله ..
** فى 30 أغسطس 2005 .. أصدر "أيوجهار المغربى" فتوى بقتل "سعيد الكحل" ، كما أصدر فتوى بقتل "عبد السلام ياسين" ، رئيس جماعة العدل والإحسان ، وأجاز فقهاء الإرهاب فى المغرب بقتل الشاعر والكاتب "محمد الحنفى" ..
** فى عام 2010 .. حكم البشير على أحد الصحفيات بالجلد من جراء إرتداءها بنطلون جينز ، وثارت الدنيا ودفعت الصحفية غرامة لوقف حكم الجلد ..
** وبالأمس .. فى حوار بين المستشار "مرتضى منصور" ، والإعلامى "سيد على" فى برنامج "حدوتة مصرية" .. وصف المستشار "مرتضى منصور" الراحل "سيد قطب" بالشهيد ، وأن منزله كان ملتقى لإجتماعات القادة العسكريين برئاسة جمال عبد الناصر ، وحقيقة الأمر أن الراحل "سيد قطب" كان على خلاف دائم مع مجلس قيادة الثورة المصرية ، وحاول أكثر من مرة أن يملى على عبد الناصر تطبيق الشريعة الإسلامية ، ورفض عبد الناصر ذلك .. ثم أوصى أن ترتدى بنات مصر الحجاب .. ورفض عبد الناصر مرة اخرى ، وحدثت خلافات كبيرة بينه وبين قيادة الثورة .. مما إضطر عبد الناصر أن يحكم عليه بالإعتقال عام 1954 لمدة تسع سنوات ثم إعتقل ثانية فى 9 سبتمبر 1965 .. وكانت التهمة هذه المرة هى التخطيط لقلب نظام الحكم ، والتخطيط لتخريب البلاد ، والقيام بسلسلة من الإغتيالات ، وشق القناطر الخيرية ، وإغراق الدلتا ، والتسلل إلى القوات المسلحة بتجنيد الشباب من ضباط الإحتياط ، والتسلل إلى الشرطة .. وقد تم ضبط شحنة من الأسلحة وصلت من السودات للتنظيم السرى للإخوان الذى أعيد تشكيله لتنفيذ الإنقلاب ... وحكم عليه بالإعدام فى 21 سبتمبر .. وقد نفذ فيه "عبد الناصر" حكم الإعدام عام 1965 .. هذه هى حقيقة العلاقة بين الراحل "سيد قطب" .. والزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" !! ..
** وفى مصر وعصر الإخوان .. بدأت مسلسلات هدم وحرق الكنائس وطرد الأقباط من منازلهم ، وحرقها ، ونهب متاجرهم ، ومنعهم من التصويت للإدلاء بأصواتهم ، وإنتشار البلاغات الوهمية بإزدراء الدين الإسلامى .. وقد حكم على مدرس قبطى العام الماضى بإحدى مدن الصعيد بالسجن لمدة ستة سنوات فى قضية وهمية لم تستغرق نظر الدعوى فيها أكثر من ساعتين ، والتهمة إزدراء الدين الإسلامى .. وليس هو فقط ، بل هناك مئات البلاغات بإزدراء الدين الإسلامى .. بل أؤكد أن القادم للأقباط بل لكل المصريين الغير منتمين لهذه الجماعات التكفيرية فى ظل حكم "مرسى العياط" ، هو أسوأ مما يتصوره مواطن على أرض هذا الوطن ..
** لا حل أمام هذه البلطجة التى فرضتها أمريكا على الشعب المصرى إلا توجيه ندائنا إلى النائمون فى القبور أن يستيقظوا .. فليس هناك أى مجال للوصول للأفضل .. بل نحن ذاهبون دائما إلى الأسوأ ، ثم الأسوأ ، ثم الأسوأ .. فهل يفهم الجميع أن 25 يناير القادم ، وهو الذكرى الثانية للنكسة .. هى الفرصة الوحيدة والأخيرة للخروج من هذه الأزمة التى أطاحت بكل أحلام الشعب ، وبكل مؤسسات الدولة ، وأسقطتها ، وأسقطت القضاء .. فكفاكم نوم يا ساكنى القبور .. وإستيقظوا .. إستيقظوا .. إستيقظوا !!
مجدى نجيب وهبة
صوت الأٌقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: